صفحة:صور الكواكب - ابوالحسين عبدالرحمان بن عمر صوفي (إيران).pdf/3

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الواحد العدل قال عبد الرحمن بن عمر المعروف بابي الحسين الصوفي بعد أن أحمد الله واثنى عليه وصلى على نبيه رسوله المصطفى وآله أني رأيت كثيراً من الناس يخوضون في طلب معرفة الكواكب الثابتة ومواقعها من الفلك وصوره ووجدتهم على فرقتين أحداهما تسلك طريقة المنجمّين ومعولها على كرات مصورة من عمل من لم يعرف الكواكب بأعيانها وإنما عولوا على ما وجدوه في الكتب من أطوالها وعرضها فرسموها في الكرة من غير معرفة خطاءه وصوابها فإذا تأملها من يعرفها وجد بعضها مخالفاً في النظم والتأليف لما في السماء أو على ما وجدوه في الزيجات وادعاء مؤالفها أنهم قد رصدوها وعرفوا مواضعها وإنما عمدوا إلى الكواكب المشهور التي يعرفها كثير من الخاص والعام مثل عين الثور وقلب الأسد والسماك الاعزل والثلاثة التي في جهة العقرب وقلب العقرب وهذه الكواكب هي التي ذكر بطليموس أنه رصدها بأطوالها وعروضها واثبتها في كتابه المعروف بالمجسطي لقربها من منطقة فلك البروج فرصدوها واثبتوا مواضعها في وقت أرصادهم ثم عمدوا بعد ذلك الى الكواكب الثابتة الآخر التي اثبتها بطليموس في الجداول من كتابه فزادوا على كل واحد منها مقدار ما وجدوا من حركات هذه الكواكب في المدة التي بين رصدهم وتاريخ بطليموس من السنين وزادوا أيضاً على أطوال كواكب كثيرة وعروضها دقائق يسيرة أو نقصوا منها، اوهموا بذلك أنهم قد رصدوا الكل وإنهم وجدوا بين ارصادهم واوضاع بطليموس من الخلاف في أطوالها وعروضها القدر الذي تخالفونه به سوى الزيادة التي وجدوها من حركاتها في المدة التي بينهم وبين بطليموس من السنين من غير ان عرفوا الكواكب بأعيانها مثل البتّاني وعطارد وغيرهما فانا تأملنا نسخاً كثيرة لكتاب المجسطي ووجدنا بعضها يخالف بعضاً في كواكب كثيرة وطلبنا ذلك في كتاب البتّاني وفيما ادعاه من الرصد فوجدناه قد اسقط كل كوكب فيه ادنى خلاف بين النسخ فأسقط كواكب كثيرة من القدر الثالث والرابع واسقط كثيراً من القدر الخامس والسادس ثم ذكر أنه قد رصد كوكبة الرامي وأنه قد وجد موضع الكواكب الذي على عرقوبه المتقدم الأيسر في القوس ثمانيا وعشرين درجة ونصف درجة وقد كان زعم في كتابه أنه وجد في وقت رصده من الزيادة لكل كوكب على ما في كتاب المجسطي احدى عشر درجة وعشر دقائق، ويجب على ما حكاه من الزيادة في كل كوكب أن يكون موضع هذا الكوكب في القوس ثمانيا وعشرين درجة وخمس دقيقة لإن موضعه في المجسطي في القوس سبع عشرة درجة واربعون دقيقة، فنقص منها عشرين دقيقة توهم أنه قد رصد هذا الكواكب والدليل على إنه لم يرصده ولم يعرفه ولا غيره من المنجمين ممن ألفوا الزيجات واتخذوا الكرات ورسموا فيها الكواكب انهم اثبتوا هذا الكوكب في كتبهم