٣٢٦ أحسن الحالات لتحصيل السعادة التهكم المؤلم أو لعب النصيب وهو صحيح اذا لم يلاحظ الانسان في الحكم على هذا الا ذاته وما يشعر به لأنه بالطبع ميال الى الراحة اكثر من ميله الى التعب أعنى انه يفضل السهل على المسير ولو لم يكن له باعث يدعوه الى الحركة لصبا الى عيشة الزهاد والمتعبدين واكتفى بحشائش الارض طعاما ولكن لا نبحث عن شعور القارئ أو عما نشعر به نحن بل نتبع الوقائع ونستقرى الحوادث لنقف عليها كما ينبغى ومهما كانت غرابة الامر فان ادراكه من الميسور عقلا والمرء لم يطلب السعادة بالهرب من الكد والنصب الا لكونه يستعظم الجهد الذي يجب عليه أن يتحمله في التغلب على الصعوبات الممكنة وعادة الانسان انه لا يقبل العمل المطلوب منه اذا علم من نفسه عدم القدرة على ادائه غير ان العمل الذي لا يتأتى لزيد من الناس فعله لصعوبته عنده يكون سهلا عند كثيرين غيره بل ربما كان من الاشداء الامور المحببة الهم واذا ثبت هذا ثبت بالطبع ان اولئك القوم ) الاقوياء لا ينظرون الى الحياة كما ننظر نحن اليها وانه لا تأثير فيهم لتلك المذاهب من يأس وعدم وفوضى وتطيرهم يرون الحياة كلها بعين غــير أعيننا فتتجلى لهما في بهاء وجمال لذلك كان مذهبهم مذهب رجاء وآمال وحسن ظن بالاستقبال بقى علينا أن نعرف ان كان أولئك القوم موجودين أم لا ولا يشك أحد ممن قرأ الاسطر السابقة فى انهم موجودون ولكني أريد أن أبرهن على أمر جديد وهو ان الجمعيات الاستقلالية كما توجب رفعة أممها في العالم وتقدمها على غيرها فانها هى التى تميل بالانسان الى تحصيل أو في حظ ممكن
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/334
المظهر