انتقل إلى المحتوى

صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/71

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
الفصل الرابع
٦٣

الفصل الرابع

في المزاولة والثبات

قال دافانان: الغني من إذا انهار الرمل من الساعة الرملية انحنى وجمع رملها حبة حبة كأنه يزر الكواكب.

وقال ده لمبر: تقدمْ والإيمان يتبعك.


أكثر الأعمال العظيمة تمَّت بالوسائل البسيطة وباستخدام القوى العادية. وفي سبيل الحياة العام فُرَص كثيرة للاختبار بل إنَّ طرق الحياة المطروقة أكثر من غيرها تولي المجتهد قوة كافية ليسعى في إصلاح شأنه. والنجاح منوط بناصية الثبات والإقدام فأكثر الناس ثباتاً وإقداماً أكثرهم نجاحاً.

وكثيراً ما لام الناس السعد وعدُّوه أعمى وما العُمْي إلَّا هم فإِنَّا إذا أمعنَّا النظر في أحوال أهل الأعمال رأينا أنَّ السعد لأكثرهم اجتهاداً كما أنَّ الرياح والأمواج توافق الربان الماهر. بل إنَّ أسمى مطالب البشر يمكن البلوغ إليها باستخدام القوى العادية كالانتباه والاجتهاد والمواظبة ولا لزوم لما يسمونهُ قريحة أو عبقرية أو موهبة فائقة. على أنَّ القريحة وإنْ كانت من أسمى القرائح لا تنافي القوى العادية ولا تزري بها. وأعظم الناس شأناً أقلهم إركاناً إلى القرائح وأكثرهم مزاولة لأعمالهم ومنهم مَن عرَّف القريحة بأنها ملكة قوية من الملكات العادية. قال أحد رؤساءِ المدارس: إنها قوة السعي وقال جون فُسْتَر: إنها قوة يضرم بها الإنسان نارهُ. وقال بيفون الشهير: إنها هي الصبر.

لا يخفى أنَّ إسحاق نيوتن كان من ذوي العقول الثاقبة ولكنهُ