صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/48

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٤٠
أرباب الصنائع

فشرح جكار للإمبراطور كلَّ ما يتعلق بنول المنسوجات الموشاة وما يحتملهُ من الإصلاح فأمر الإمبراطور أنْ يُعطَى مكاناً في الفنون والأدوات وأنْ يُقدَّم لهُ كلَّ ما يحتاج من الآلات وأمر لهُ بمعاش كافٍ. فوجد جكار في ذلك المعهد آلات لا تُحصَى وجميعها تشهد بفضل صانعيها وحذاقتهم وفي جملتها نول لنسج الحرير المشَّجر من عمل ڤوكنصن الشهير.

أمَّا ڤوكنصن هذا فهو من الطراز الأول بين المخترعين بل هو مخترع مطبوع على الاختراع. روي أنه رأى في حداثتهِ ساعة كبيرة تتحرك من نفسها، فأخذ يفكر في سبب حركتها ولم ينفك عن تأملها حتى فهم سبب حركتها فعمل ساعة من خشب تدل على الساعات وعمل أيضًا ملائكة تحرك أجنحتها وكهنة يتممون بعض الفرائض الدينية. ثم أخذ في تعلُّم التشريح والموسيقى والميكانيكيات لكي يتسهل عليهِ أمر اختراع الآلات. ورأى ذات يوم مغنياً يغني بالفلوت في بساتين التويلري فصنع شخصاً مثلهُ يغني الغناء نفسهُ ولكنهُ اضطرَّ أنْ يعمل فيهِ سنين عديدة ثم صنع بطة تسبح وتشرب وتبطبط كبطة حيَّة وصنع صِلًّا لرواية كليوبترة يفحُّ ويشبُّ إلى صدر المشخصة كأنهُ صِلٌّ حقيقي. ولكنهُ لم يقتصر على عمل آلات كهذه لأن الكردينال ده فلري عينهُ مفتشاً لمعامل الحرير في فرنسا فما لبث أنْ تولج هذا المنصب حتى أخذ يدخل الإصلاحات الكثيرة في آلات الحرير. ومن الآلات التي اخترعها آلة لغزل مشاقة الحرير ولكنها هيَّجت صنَّاع ليون فرجموهُ بالحجارة ولولا قليل لقتلوهُ. غير أنهُ لم ينفكَّ عن الاختراع فاخترع آلة لنسج الحرير المشجر وأوجد طريقة لجعل كلِّ خيوط الوشائع من ثخن واحد. ثم تُوفِّي سنة ١٧٨٢ وأوصى قبل وفاتهِ بكل آلاته للمملكة غير أنَّ المملكة لم تعن بها فذهبت أدراج الرياح.

أمَّا آلة نسج الحرير المشجر فحُفِظت لحسن الحظ في خزانة الآلات