المنسوجات. وكانت تسكن على مقربة من بيته امرأة عندها آلة للصقل فقام إليها ووضع الصحفة في الآلة ووضع فوقها قطعة من النسيج ثم ضغطها بالآلة فانطبعت الصورة عليها. فلما رأى ذلك جعل يجرب ويمتحن إلى أنْ صنع آلة مُتقنة لطبع المنسوجات وأول قطعة طبعها بها طبع عليها صورة ورقة بقدونس واسمه بالإنكليزية «بارسلي» فلُقِّب بارسلي بيل إلى هذا اليومز وعند ذلك ترك الفلاحة وانتقل إلى قرية تبعد نحو ميلين عن بلَكْبَرْن وأخذ يطبع المنسوجات هو وأولادهُ ولم يكن أولاده أقلَّ منه نشاطاً ودام على ذلك بضع سنوات. ولما بلغ أولاده أشدَّهم أنشأ كلٌّ منهم معملًا خاصّاً بهِ واستخدم عدداً كبيراً من العمال ويبين من أمر روبرت بيل أنه كان فطناً ذكياً بعيد النظر. قال ابنهُ السر روبرت بيل: إنَّ أبي مؤسس بيتنا كان يعرف فائدة الربح التجاري للأمة وكثيراً ما كان يقول: إنَّ الربح التي يربحهُ الأفراد من التجارة لا يعد شيئاً في جنب ربح الأمَّة إجمالًا.
أمَّا السر روبرت بيل بن روبرت بيل الأول فورث عن أبيهِ الإقدام والاجتهاد ولما استقلَّ لم يكن لهُ مال ولا ثروة لأن أباهُ لم يكن قد أثرى فاشترك مع خالهِ ورجل آخر اسمهُ وليم يتس وكان رأس مالهم خمس مائة جنيه وأكثرها من وليم يتس. ولم يكن روبرت قد ناهز العشرين ولكنه قام بهذا العمل العظيم على حداثة سنهِ ومما قيل فيهِ: إنَّ لهُ رأس شيخ وبدن شاب. فاشترى هؤلاء الثلاثة مطحنة منهدمة وأرضاً مجاورة لها وجعلوها معملًا لطبع المنسوجات وذلك سنة ١٧٧٠ ثم بعد سنوات أضافوا إليه معمل غزل. ويظهر شكل معيشتهم حينئذ مما يأتي: كان وليم يتس متزوجاً ففتح بيتاً وضمَّ روبرت بيل إليهِ لأنهُ كان عزباً فكان يدفع له ثمانية شلنات كلَّ أسبوع عن أكله وسكناهُ ولكنَّ وليم يتس وجد هذا المبلغ قليلًا وطلب أنْ يزاد عليه شلنٌ كلَّ أسبوع فلم يقبل بيل بذلك ووقع بينهما الخلاف فآل الأمر إلى الانفصال