آلتهِ هذه لأن من عادة الصنَّاع أنْ يقاوموا كلَّ آلة جديدة خوفاً من أنْ تكسد بضاعتهم بها فاضطرَّ أنْ يترك وطنه ويلتجئ إلى نوتنهام التي كانت آمن قليلًا.
وكان قد وصل إلى حالةٍ يُرثَى لها من الفقر حتى اضطرَّ البعض أنْ يتصدقوا عليه بيسير من الدراهم لابتياع ما يحتاج إليهِ من الأكسية. فطلب الإمداد من بيت رَيط فمدُّوهُ بمبلغ من المال مشترطين عليه أنْ يقاسمهم الربح. ولكن لم يمكنهُ إتقان آلته كما انتظروا فأوعزوا إليهِ أنْ يلتجئ إلى بيت سترت وتيد. وسترت هذا مخترع حاذق وهو الذي اخترع آلة لعمل الجوارب فحالما رأى آلة أركريت عرف قيمتها فاشترك مع تيد وساعدهُ على إتقانها وأخرجا لهُ امتيازاً بها سنة ١٧٦٩ (وفي تلك السنة اعطي الامتياز لوَط بآلته البخارية). والآلة الأولى التي صنعها أركريت كانت تديرها الخيل ثم أنشأ أُخرى أكبر منها يديرها الماء.
وبقي على أركريت أنْ يحسِّن هذه الآلة لأنها لم تزل تحتاج إلى إصلاحات وتحسينات كثيرة وكانت نفقتها كثيرة على قلة وربحها فلم ينفكَّ عن إصلاحها وتحسينها حتى جاءت كاملةً متقنةً جزيلة النفع. ولكن عندما أُتقنت وحان لهُ أنْ يجتني ثمار أتعابهِ قام الصنَّاع عليه وهجموا على محل الآلة ودكوهُ إلى الأرض على مرأى من جنود الدولة. وتفاقم الخَطْب حتى لم تعد مغزولاتهُ تباع في السوق مع أنها كانت أحسن من غيرها وأرخص. ثم تعصَّبوا عليهٍ وأبوا أنْ يعطوه المال المفروض على من يستعمل آلتهُ بل قاموا عليهِ في المحكمة وألغوا الامتياز الذي نالهُ. قيل إنه مرَّ مرة بخصومهِ الذين غلبوهُ فقال أحدهم على مسمع منهُ لقد غلبنا هذا الحلَّاق فأجابهم لا بأس فلم يزل معي موسى لأحلقكم كلكم. ثم عاد فأقام معامل أُخرى في لانكشير ودربيشير ونيولانارك بعد انحلال شركته مع سترت. وازدادت مغزولاتهُ ووصلت إلى