فيهِ ترفيثِك واتمَّهُ ستفنسن وابنهُ ويصحُّ أنْ نحسب هذا التحسين اختراعاً جديداً وربما فُضِّل على آلة وط لِما نتج عنهُ من اتساع الحضارة.
ومن أعظم النتائج التي نتجت من اختراع وط إنشاء معامل القطن ومُنْشئُها السر رتشرد أركريت الذي يُعجب بهِ لأجل همَّتهِ وزكانتهِ أكثر مما يُعجب بهِ لأجل مقدرتهِ على الاختراع بل إنَّ من الناس مَن لا يقرُّ له بالاختراع كما أنَّ منهم من لا يقر لوَط. ولعلَّ نسبة أركرَيت إلى آلة الغزل كنسبة وط إلى آلة البخار ونسبة ستفنسن إلى قاطرات سكة الحديد لأنه جمع شتيت خيوط متفرقة ونسج منها هذا الاختراع العظيم.
قيل إنَّ رجلًا يُسمَّى لويس بول نال امتيازاً بآلة للغزل تغزل بواسطة البكرات قبل أركريت بثلاثين سنة ولكن آلته كانت ناقصة من وجوهٍ كثيرة فأُهمِل أمرها. وقيل إنَّ رجلًا آخر اسمه توما هايس اخترع آلة للغزل والظاهر أنَّ اختراعهُ لم ينجح أيضاً. وكأنه لا يُختَرع اختراع إلَّا بعد أنْ يخطر على بال كثيرين حينما تُمسُّ الحاجة إليه فيخطو كلٌّ منهم فيه خطوة أو أكثر كما جرى في الآلة البخاريَّة وقنديل الأمانة والتلغراف الكهربائي وغيرها من المخترعات ويدوم الأمر على مثل ذلك إلى أنْ يقوم رجل يفوق أقرانهُ في العقل والإقدام فيسبقهم به الاختراع. وحينئذٍ يعلو صراخ أولئك المقصرين في ميدان هذا الاختراع ويصوبون نحوهُ سهام ملامهم فيضطرُّ أنْ يدافع عن اسمهِ وحقهِ.
هذا ولنرجع إلى رتشرد أركريت فنقول وُلد في برستون سنة ١٧٣٢ من أبوين فقيرين جدًّا. وكان صغير إخوتِه وأخواته الثلاثة عشر ولم يدخل مدرسة قط وبقي حتى وفاته لا يحسن الكتابة. وكانت صناعته الحلاقة فلما تعلَّمها فتح دكاناً في بلتن تحت الأرض وكتب