صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/273

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢٦٥
الفصل الثاني عشر

الفصل الثاني عشر

في القدوة

قال جون سترلن ما معناه
كأنا وطيف الأقربين يزورنا
وإنْ أبعدتهم عن حمانا المقابر
جيوش إلى كسب الفخار تسابقوا
وأملاكهم تحتثُّهم أنْ يحاضروا
وقال جورج إليوت. أولادنا يموتون وأفعالنا تحيا وحياتها خالدة في نفوسنا وفي غيرها.
وقال توما الملمسبري. لا عمل من أعمال الإنسان إلَّا وهو بداية سلسلة من النتائج التي تقصر عن إدراك نهايتها الحكمة الإنسانية.

القدوة معلم من أقدر المعلمين مع أنها تعلّم بلا لسان وهي مدرسة البشر العملية. وتعليم العمل أفعل من تعليم القول. والإرشاد يري الطريق ولكن القدوة البكماء تسيِّر فيهِ. والنصيحة ثمينة ولكنها لا تفيد كثيراً ما لم توافقها سيرة الناصح. وخير النصح افْعَلْ كما أَفْعل لا كما أقول. والناس مائلون طبعاً إلى أنْ يتعلموا بعيونهم أكثر مما يتعلمون بآذانهم. والمرئي يؤثر أكثر من المقروءِ والمسموع. ويصدق هذا القول بنوع خاص على الأحداث لأن عيونهم هي الباب الأوسع للمعرفة. فما يرونهُ يقتدون بهِ وإنْ عن غير قصد ولذلك تراهم يتمثلون بالذين حولهم كما أنَّ الحشرات الصغيرة تتلون بلون النباتات التي تقتات بها وإذا كان الأمر كما ذكرنا فلا شيءَ أفعل من التربية البيتية لأنهُ مهما كان تأثير المدارس قويًّا يبقى تأثير البيوت أقوى وعليهِ تتوقف أخلاق رجالنا ونسائنا. البيت جرثومة الهيئة الاجتماعية وأصل الصفات الأهلية ومن هذا الينبوع تنبثق الآداب والأخلاق المتسلطة على الخاصَّة والعامَّة. وصفاء الدنيا وكدرها يتوقفان على صفاء البيت