صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/225

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۲۱۷
الفصل العاشر

الفصل العاشر

في استعمال المال

قال الشاعر برنس ما ترجمته
وما المال للإخفاء في طي حفرةٍ
ولا للتباهي بالمواكب والعليا
ولكن ليغنى المرء عن مال غيره
وهذا قصارى الحر في دارنا الدنيا
وقال شكسبير ما معناه
لا أستدين ولا أدين فإنما
الدين طريق للخراب
وقال السر بلور لتون إياك واحتقار المال لأن المال كالصيت.

اكتساب المال وحسن القيام بهِ وإنفاقهُ أمور تستدعي حكمة وافرة ولا يليق بأحد أنْ يزدري المال كما يفعل كثيرون من المدَّعين الفلسفة ولا يحسن أيضاً أنْ يحسبهُ غايتهُ العظمى. والمال أصل لكثير من الفضائل والرذائل فيهِ الكرم والأمانة والاستقامة والإحسان والاقتصاد والتدبير وبهِ أيضاً الطمع والبخل والرشوة ومحبة الذات والإسراف. قال الحريري في مدح الدينار

أكرم بهِ أصفر راقت صفرتُهْ
جوَّاب آفاق ترامت سفرتُهْ
قد قارنت نجح المساعي خطرتُهْ
بهِ يصولُ من حوتهُ صرتُهْ
كم آمرٍ بهِ استتبت إمرته
وجيش همٍّ هزمته كرَّتُهْ

وقال أيضًا:

وحبهُ عند ذوي الحقائقِ
يدعو إلى ارتكاب سخط الخالقِ
لولاه لم تقطع يمين سارقِ
ولا بدت مظلمة من فاسقِ
ولا اشمأزَّ باخل من طارقِ
ولا استعيذ من حسود راشقِ

وكل الناس جديرون بالراحة في هذه الدنيا بشرط أنْ يستعملوا