ومنهم من كان بطيئاً لأن سان سيركان ابن دبَّاغ فانتظم في سلك الفرسان ولم يلبث سنة حتى صار قبطاناً. وفكتور دوك بلونو دخل في الطبجية سنة ١٧٨١ ثم رُفِض من خدمته في الحوادث السابقة الثورة ورجع إليهِ عند افتتاح الحرب وفي برهة قصيرة صار أركان حرب ورئيس أُورطة. أمَّا مورا وهو ابن صاحب خان فانتظم أولًا في سلك الفرسان وطرد لعدم طاعتهِ ثم انتظم ثانيةً فارتقى سريعاً إلى رتبة أميرالاي. وثاي انتظم في سلك ألاي من الفرسان وعمره ثماني عشرة سنة ولما رأى الجنرال كلابر إقدامهُ رقاهُ درجة فدرجة إلى أنْ صار في رتبة ادجوتانت جنرال وهو ابن خمس وعشرين.
هذا من جهة الذين تقدموا بسرعة أمَّا الذين تقدموا ببطء فمنهم سُلت الذي مضى عليهِ أكثر من ست سنوات قبلما ارتقى إلى رتبة جاويش وهي الأولى فوق الجندي ولما صار وزير الخارجية أخذ يدرس الجغرافيا لأنه لم يكن يعرف شيئاً من العلوم فوجد فيها لذَّة كثيرة. ومسينا خدم في الجندية أربع عشرة سنة قبلما ارتقى إلى رتبة جاويش ومع أنهُ ارتقى أخيراً بالتوالي إلى منصب أميرالاي وجنرال ومرشال قال: إنَّ رتبة جاويش كلفتهُ تعباً أكثر من كل هذه الرتب. ولا يزال هذا الارتقاءُ بين رجال فرنسا إلى يومنا هذا لأن المرشال بوجو ظل نفراً أربع سنوات قبلما رقي ضابطاً. والمرشال رندون الذي صار وزير الحربية دخل في الخدمة ولداً يضرب الطبل ولا تزال صورتهُ في فرساليا ويده على طبل وقد صُوّرت كذلك بطلبهِ. فأمور مثل هذه تضرم نار الغيرة والحمية في نفوس الجنود الفرنسوية رجاءَ أن كل واحد منهم قد يصير مرشالًا إنْ لم نقل إمبراطوراً.
وهؤلاء الرجال قلال جدّاً في جانب الذين ضربنا صفحاً عن ذكرهم فليس ارتقاؤهم من الأمور النادرة التي لا يُبنى عليها حكم بل من الأمور الشائعة جدّاً حتى يمكننا أنْ نقول: إنَّ كل من سعى في طلب المجد بهمة