صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/140

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۱۳۲
في المصورين والنحاتين

حتى أكملها وعرضها واشتهر أمرهُ بها وصار يعدُّ بين المصورين العظام. وحياة هذا الرجل تبين كما تبين حياة سائر المصورين أنَّ الموهبة المعززة بالاجتهاد تكفي للنجاح مهما كانت الأحوال ضيقة وأن الشهرة وإن تأخرت فلا بدَّ من أنْ ينالها مَن يستحقها.

وأفضل الوسائل التي تستعملها المدارس الفنون لا يمكنها أنْ تجعل الإنسان مصوراً ماهراً ما لم يجتهد هو في ذلك. وهذا الأمر يصدق على كلِّ نوع من العلوم والفنون. يُرْوَى أنَّ بوجن المهندس البناء قال بعد أنْ تعلم من أبيهِ كلَّ ما كان يعرفهُ من صناعة الهندسة المعمارية إنهُ لا يعرف إلا شيئاً يسيراً وإنهُ يجب عليهِ أنْ يبتدئ من الأول فأخذ يعمل كمهندس بسيط في بعض المراسح وتقدم رويداً رويداً إلى أنْ صار يعمل الأعمال الدقيقة ثم لما أُغلِق المرسح الذي كان يعمل فيهِ أخذ يتاجر في سفينة شراعية بين إنكلترا وفرنسا وكان كلما سنحت لهُ الفرصة يرسم ما يقع نظرهُ عليهِ من الأبنية القديمة كالأديرة والصوامع والكنائس وكان يضرب في البلاد طويلًا لهذا المقصد وما زال على مثل ذلك حتى بلغ درجة عليا بين أرباب هذه الفن.

ومن قبيل ذلك نجاح جورج كمب راسم مدفن سكُت الشهير فإنهُ ابن راعٍ فقير مقامهُ بين تلال بنتلند وهناك تربى غير متمتع برؤية شيءِ من الفنون ولما بلغ السنة العاشرة أرسلهُ صاحب الغنم التي كان يرعاها أبوهُ إلى رُزلين فرأى قلعتها وكنيستها الشهيرتين واندهش من حسن منظرهما وبقيت صورتهما في ذهنه زماناً طويلًا. ثم طلب من أبيهِ أنْ يضعهُ صانعاً عند نجار ففعل ولما انتهت أيام تعلمهِ مضى إلى غلاشيلس يطلب عملًا وإذ كان مارًّا في وادي نهر تويد وأدواتهُ في صندوق على ظهرهِ مرت بهِ مركبة فسألهُ السائق أين تقصد فقال إنهُ ذاهب إلى غلاشلس فأشار إليهِ أنْ يصعد إلى المركبة فصعد وإذا بالسر ولتر سكوت راكب فيها وكان هو الذي أمر السائق أنْ