صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/14

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٦
الفصل الأول

وشكسبير رأس شعراء الإنكليز لا تعلم حقيقة أمرهِ ولكن لا خلاف في أنهُ نبغ من أصل وضيع على حد قول ابن الوردي

ينبتُ الوردُ من الشوك وما
ينبتُ النرجس إلَّا من بصل

فإن أباه كان راعياً وجزاراً وهو نفسهُ كان يعمل في صباه على بممشطة الصوف على ما يُظن. ومن الناس من يقول إنه كان خادماً في إحدى المدارس ثم صار كاتباً. وقد اجتمع في هذا الرجل الشهير كلُّ اختبار بني البشر كأنه تعاطى أعمالهم كلها. ولا شبهة أنهُ كان ذا قريحة وقَّادة وذكاءٍ مفرط ففاق من سواهُ في سرعة الخاطر وبنى كل كتاباتهِ على الملاحظة والاختبار فخدم بها جيلهُ ولم تزل لها السلطة القوية على الشعب الإنكليزي.

(وقام من العرب وغيرهم من أمم المشرق أناس عصاميُّون لا يُحْصَى عددهم داسوا الفقر الذي ولدوا فيه وجعلوهُ مرقاة إلى ذرى المجد. فأبو الطيب المتنبي كان ابن سقَّاء ولكنهُ رقي بتوقد ذهنه وبلاغة شعره أسمى المراتب وجمعت حكمهُ فكانت مثل حكم أرسطاطاليس كبير الفلاسفة حتى قال فيه بعضهم:

ما رأى الناس ثاني المتنبي
أيُّ ثان يرى لبكر الزمان
هو في شعره نبيٌّ ولكن
ظهرت معجزاته في المعاني

وأبو العتاهية الشاعر المشهور كان يبيع الجِرَار فقيل لهُ الجرَّار. وأبو تمام حبيب الطائي نشأ بمصر وكان يسقي الناس ماءً بالجرة في جامع مصر وقيل كان يخدم حائكًا ويعمل عنده بدمشق وكان أبوه خمَّاراً بها. ثم قال الشعر البليغ وجمع الكتب النفيسة وكان واحد عصره في ديباجة لفظه وبضاعة شعره وحسن أسلوبه ولهُ كتاب الحماسة التي دل على إتقان معرفته بحسن اختيارهِ ولهُ مجموع آخر سماهُ فحول الشعراء وكتاب الاختيارات من شعر الشعراءِ. ولما مات رثاهُ الحسن بن وهب بقولهِ: