صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/116

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۱۰۸
الفصل الخامس

أما السر رُدرك مرتشيسن المذكور فعالم مشهور بهذه العلوم وأشباهها وهاك ما قالهُ فيهِ بعضهم في جريدة الكورترلي رڤيو. قال إنَّ هذا الفاضل كان في أوائل حياتهِ جنديًّا ثم عكف على طلب العلم باجتهاد ورغبة لا مثيل لهما فنال شهرة بعيدة واسماً خالداً وذلك لأنهُ ابتاع أرضاً قفراء وأقام سنين كثيرة يبحث في تركيب صخورها ثم رتبها حسب بنائها الطبيعي مشيراً إلى ما في كلِّ طبقة منها من أنواع الأحافير. وهو أول من حلَّ قضيتين كبيرتين من تاريخ الأرض الجيولوجي وهما تذكار لا يمحي لاسمهِ وعلمهِ ولم يكتفِ بذلك بل جال في بلدان كثيرة وفحصها فحصاً جيولوجيًّا مدققاً واكتشف أموراً كثيرة في هذا الفن ولم يقتصر على الجيولوجيا بل عكف على علوم كثيرة حتى صار يُعَدُّ من أشهر رجال العلم


وهنا يجدر بنا أنْ نذكر شيئاً من أقوال العرب وطرفاً من ترجماتهم ممَّا يناسب المقام، فنقول قال الإمام علي كرَّم الله وجههُ «قليلٌ مُدامٌ عليه خيرٌ من كثير مملول «وقال أيضاً «من أطاع التواني ضيَّع الحقوق». وقال الأمام الشافعي «احرص على ما ينفعك ودع كلام الناس»

وقال الشيخ السابوري

وانتهز الفرصة إمَّا مَرَّتْ
فربما طلبتها فأعيت
والأمر إنْ أعيا عليك من علِ
فاطلبهُ قبل فوتِهِ من أسفلِ

وقال بعضهم

على المرءِ أنْ يسعى لما فيهِ نفعهُ
وليس عليهِ أنْ يساعدهُ الدهرُ

وقال ابن لئون التجيبي

زاحم أُولِي العلم حتى
تُعَدَّ منهم حقيقَهْ
ولا يردَّك عجز
عن أخذ أعلى طرِيقَهْ
فإنَّ مَنْ جدَّ يُعطى
في ما يحبُّ لحوقهْ