صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/115

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۱۰۷
في الفرص ومعدات النجاح

رجال العلم وعدُّوه من علماء الجيولويجيا. وكان هذا الكتاب ثمرة أتعاب سنين عديدة قضاها في التفتيش والتنقير بصبر وجَلَد عظيمين. ولقد قال في سيرته التي ألَّفَها «إنني أنسب نجاحي إلى اعتمادي في البحث والتنقيب على الصبر الأمر الذي يقدر كلُّ إنسان أن يجاريني أو يفوقني فيهِ ولا ريب عندي أنَّ الصبر إذا استُعمل حقَّ الاستعمال نتجت منهُ نتائج خارقة العادة لا يقدر على بلوغها من كانت لهُ موهبة خاصة»

وكان جون برون الجيولوجي في أوَّل حياتهِ بنَّاءً مثل مِلَّر فنبهته الأحافير الكثيرة التي كانت تقع تحت نظرهِ إلى درسها فدرسها وجمع منها مجموعاً كبيراً من أفضل المجاميع الإنكليزية. وهو الذي اكتشف بقايا عظمية من بقايا الفيل والكركدن وأهداها إلى المتحف البريطاني. ثم عكف في آخر حياتهِ على درس الأصداف التي في الطباشير واكتشف عدة اكتشافات مهمة في ذلك. وتُوفِّي سنة ١٨٥٩ ولهُ من العمر ثمانون سنة وكان شهماً مفيداً لأبناءِ جيله ومكرَّماً من الجميع

من مدة وجيزة اكتشف السر رُدرك مرتشسن رئيس الجمعية الجيولوجية جيولوجيًّا كبيراً وهو خبَّاز في شمالي إسكتسيا يُسمَّى روبرت دِك ولما زارهُ في فرنهِ رسم له (روبرت دِك) هيئة بلادهِ الجيولوجية بالطحين وأشار إلى الخطاءِ الذي في الخريطات الموجودة حينئذٍ قائلًا إنهُ قد تأكّد ذلك بطوفانهِ في البلاد في أيام العطلة. وبعد البحث وجد السر ردرك أنَّ ذلك الخباز كان جيولوجيًّا بارعاً ونباتيّاً من الطراز الأول وهاك ما قالهُ في هذا الصدد وهو أنني وجدت ذلك الخبَّاز يعرف علم النبات أحسن مما أعرفهُ بعشرة أضعاف وعندهُ مجموع نباتي حاوٍ كل أنواع النبات إلَّا عشرين أو ثلاثين صنفاً من ذوات الأزهار وهو مرتب أفضل ترتيب وتحت كل نوع اسمه العلمي