صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/113

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٠٥
في الفرص ومعدات النجاح

مكسورة عند سفح هذه التلال وجدنا فيها أسنان كلب البحر فلم يتقدموا مسافة طويلة حتى التقطوا ستًّا منها من جانب حفرة محفورة حديثاً

وكان يقول إنَّ عادة الملاحظة رسخت في ذهنهِ وصارت ملكة فيهِ وكانت تهيج عند أول فكر بالسفر حتى إنهُ كثيراً ما كان يسير مصحوباً بخريطات وقد كتب عليها موضوع بحثهِ في سيرهِ والأمور التي يشاهدها فصار ذهنهُ كقرطاس معد لرسم كلِّ شيء يراهُ من أول وهلة

ولكن مع كلِّ أتعابه واجتهادهِ ومهارتهِ تصدَّت لهُ موانع كثيرة منعتهُ عن إشهار خريطة طبقات إنكلترا وولس التي صنعها ودام على ذلك إلى سنة ١٨١٤ حينما تمكَّن من نشر ثمرة أتعابهِ بمساعدة بعض أصدقائهِ وقد التزم أنْ ينفق كلَّ ما حصلهُ من صناعتهِ وأن يبيع ما لهُ من الأملاك لكي يتمكن من الطوفان في الأماكن البعيدة. ونحو ذلك الوقت فتح مقالع الحجارة بقرب باث فخسر بها والتزم أن يبيع مجموعه الجيولوجي للميوزيوم البريطاني وباع أيضاً أثاث بيتهِ ومكتبتهُ ولم يبقِ إلا أوراقهُ وخرائطهُ التي لا تنفع أحداً غيرهُ. واحتمل كلَّ هذه المصائب والخسائر بصبر جميل ولم ينفك عن البحث برغبتهِ المعتادة وتُوفِّي سنة ١٨٣٩ وهو ذاهب ليحضر مجمع تقدم العلوم البريطاني في برمنهام

أما الخريطة الجيولوجية التي صنعها فإنها وإن كانت الأولى من نوعها فهي في غاية الدقة حتى يعجز القلم عن وصفها وهي أساس كل ما تلاها من الخرائط الجيولوجية. ولم تزل في الجمعية الجيولوجية شاهدة بفضل مخططها مع ما مرَّ عليها من السنين لأننا إذا قابلناها بالخرائط الحديثة وجدنا بينها موافقة عجيبة في كلِّ الأمور الجوهرية. وقد فاتنا أنْ نذكر أنَّ أهل عصره أقروا لهُ بالفضل ففي سنة ١٨٣١