صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/103

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۹٥
في الفرص ومعدات النجاح

بالنجارة في غلاسكو ثم اتضم إلى أخيهِ الذي كان مقيماً في لندن معلماً للتشريح وعاونهُ في التشريح العملي لكنهُ فاقهُ بميلهِ الطبيعي وخصوصاً باجتهادهِ ومواظبته. وكان أول من وَقَف نفسهُ في البلاد الإنكليزية على علم تشريح المقابلة وجمع فيهِ مجموعاً كبيراً رتبهُ فيما بعدُ الدكتور أُوِن ولكن لزم لهُ لترتيبه مدة عشر سنين. وفي هذا المجموع أكثر من عشرين ألف راموز ولم يجمع إنسان واحد مجموعاً مثلهُ قط. وكان مع ذلك يمارس صناعة التطبيب في بيتهِ والجراحة في مستشفى وبين الجنود ويخطب خطباً في هذا الفن ويدير مدرسة تشريحية في بيتهِ. ومع هذه الأشغال الكثيرة ألَّف كتباً علمية وامتحن امتحانات عديدة في نظام الحيوان. وكان ينام أربع ساعات فقط في الليل وساعة بعد الغداءِ ولولا ذلك ما قام بهذه الأعمال الكثيرة العظيمة. قيل سألهُ بعضهم ماذا فعلت حتى نجحت في كلِّ أعمالك فقال إني قبل أنْ أشرع في عمل أقف وأتأمل في هل هو ممكن فإن لم يكن ممكناً تركتهُ وإلا أخذت فيهِ وما زلت حتى أكملهُ ولو مهما نالني منه من التعب والعناء. هذا هو سر نجاحي.

وأقام زماناً طويلًا يجمع أموراً كثيرة يعدُّها أهل عصرهِ طفيفة لا طائل تحتها ولا يُرجَى منها كبير فائدة فقد اتَّهمه معاصروهُ أنهُ أضاع وقتهُ في ملاحظة نمو قرن الغزال إلَّا أنهُ كان يرتَإِي أن لا شيءَ من التدقيق في الأمور العلمية عديم الفائدة. وكانت نتيجة بحثهِ في نمو قرن الغزال أنهُ عرف كيف تضيق الشرايين وتتسع حسب دواعي الحال فتجاسر مرةً على ربط جذع شريان فرعي حدث فيه. أنيورزم فأنقذ العليل من الموت ولم يجسر أحد على هذه العملية قبلهُ. وسار كلَّ حياتهِ معتمداً على نفسهِ ولم يرَ معاصروهُ غاية أبحاثهِ إلا أنهُ واظب عليها بهمة عالية حاسباً الجري فيها من الواجبات التي لا يفشل مَنْ يهتمُّ بها