صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/101

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۹۳
في الفرص ومعدات النجاح

مرة ما أمكنهُ من ابتياع شموع تكفيهِ فصل الشتاءِ. وقيل إنهُ دام على أخذ الرصود الميتيورولوجية إلى يوم أو يومين قبل وفاتهِ وبلغ عدد الارصاده ٢٠٠٠٠٠ رصد

إنَّ أهل المواظبة يستخدمون فضلات الوقت لمقاصد جليلة وينتفعون بها نفعاً عظيماً. والإنسان الذي قواهُ العقلية في درجة متوسطة يقدر أن يتقن بعض العلوم في أقل من عشر سنوات إذا درسها ساعة فقط كلَّ يوم. ويجب أن لا تُصرَف ساعة من الوقت بدون ثمرة عقلية أو مادية ولله در القائل

إذا فاتني يوم ولم أصطنع يداً
ولم أكتسب علماً فما ذاك من عمري

قيل إنَّ الدكتور مازون غود ترجم لكرتيوس في جولانهِ من بيت مريض إلى بيت مريض آخر. والدكتور داروِن أَلَّفَ كلَّ كتبهِ تقريباً على هذه الطريقة والدكتور برني تعلم الفرنسوية والإيطالية وهو ذاهب إلى بيوت تلامذتهِ ليعلمهم الموسيقى. وكرك هوَيت تعلم اليونانية في ذهابه إلى مكتبهِ ورجوعهِ منهُ. والمؤلف يعرف رجلًا منصباً سامياً تعلم اللاتينية والفرنسوية وهو يحمل التحارير إلى أربابها في أسواق منشستر. ودَغَسُّو أحد مشيري فرنسا ألَّف كتاباً ضخماً في الفترات بين طعام وطعام وهو على المائدة. ومدام ده جنلي صنفت كثيراً من كتبها في الدقائق القليلة التي كانت تمضيها في انتظار الأميرة التي كانت تدرسها. وإليهو بُرِث نَسَبَ نجاحهُ إلى اغتنامهِ فضلات الوقت فإنهُ أتقن ثماني عشرة لغة قديمة وحديثة عدا عشرين لهجة من لهجات أوربا وهو يحصل معيشتهُ من صناعة الحدادة

الوقت ثمين وهو رأس مالنا الوحيد وإن فات لا يرجع. قال جكسن الأكستري إذا أسرف الإنسان في مالهِ اليوم أمكنهُ أنْ يقتصد غداً بما يعوض الخسارة ولكن مَن يمكنهُ أنْ يقول سأقتصد في ساعات الغد ما يعوض عن ساعات اليوم. قيل إنَّ ملنكثون كان يُدَوِّن كلَّ ساعة