صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/74

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٦٤ -

ما يستحق الذكر إلا في زمن نابوليون الأول وقد جاء جنده بالغنائم من إيطاليا وغيرها وفيها الذخائر الكثيرة أُضيفت إلى ذلك المتحف. وما زالت تجتمع التحف فيه حتى صار إلى ما هو عليه الآن ويُعد من أعظم متاحف العالم. وهو لسعته لو أراد الإنسان أن يطوف غرفه ماشياً لاقتضى لذلك ساعتين على الأقل فكيف لدرس ما فيه أو وصفه؟ لذلك فإننا سنقتصر على ما يهم القراء منه.

المنحوتات

ففي متحف الرخاميات القديمة في الطبقة الأرضية من البناء ٣٠٠٠ قطعة مفرقة في قاعات عديدة، نذكر منها على الخصوص قاعة الآثار الأفريقية وفيها آثار شمالي أفريقيا مصر وقرطاجة وتونس والجزائر. وقاعة الآثار الرومانية واليونانية على اختلاف الأعصر والمواضيع من تماثيل الأشخاص والوقائع صناعتها تدهش المتأمل. منها تمثال شاب جالس وهو عارٍ ينزع شوكة من أخمص قدميه ملامحه واضحة لدرجة غريبة. ومنحوتات تمثل عادات الرومان واليونان من جملتها رجل عاد من الصيد فنزع رداءه وعلقه على غصن شجرة وعلق صيده بجانبه وأخذ يلاعب كلابه بأرنب يوهمها أنه يدفعه إليها ثم يرجعه. وتمثال آخر لرجل أخذ يلبس نعاله وهو يشد سيورها. غير عادات الرقص والموسيقى وتماثيل العظماء أو الرموز الدينية أو الميثولوجية بينها تمثال فينوس ميلو ويعدونه أتقن تماثيل اللوفر وقد تغزل به الشعراء والكتاب منذ