صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/73

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٦٣ -

أرملة هنري المذكور وأولادها. وهنري الرابع وغيرهم. ولم يتم بناء هذا القصر إلا في زمن نابوليون الأول فإنه أمر سنة ١٨٠٥ بترميمه كله وأتم ذلك نابوليون الثالث. فاتسع القصر اتساعاً لا يضاهيه فيه قصر من قصور العالم فإن مساحته التي عليها البناء نحو ١٩٨٠٠٠ متر مربع أي ثلاثة أضعاف مساحة قصر الفاتيكان. ويقسم إلى قسمين رئيسيين اللوفر القديم واللوفر الحديث منه جزء تشغله نظارة المالية. وفي ساحة القصر حدائق نصبوا التماثيل في أركانها — فيبدأ الزائر يهتم بذخائر اللوفر قبل دخوله، فضلاً عما يشاهده من فخامة البناء وإتقان صنعه.

أما الذخائر والتحف التي يتضمنها ذلك القصر فهي مفرقة في طبقاته حسب أنواعها ومواضيعها. ففي الطبقة الأرضية الآثار الرخامية ونحوها مما يثقل حمله. ومن جملتها الآثار الآسيوية والمصرية ومنحوتات الأجيال الوسطى وأوائل النهضة إلى هذا العصر. وفي الطبقة الأولى فوق الأرضية معارض الصور الزيتية وسائر الفنون الجميلة من منحوتات ومسبوكات ومن سائر المصنوعات الثمينة قديمة وحديثة. وفي الطبقة الثانية معرض التصوير أيضاً ومعرض البحرية. وفي الأجنحة وغيرها معروضات أخرى.

أما تاريخ اتخاذ قصر اللوفر متحفاً فيرجع إلى القرن السادس عشر بعد نهضة التمدن الحديثة بدأ الملوك بوضع بعض التحف أو المصنوعات الجميلة وأكثرها من إيطاليا. ولكنه لم يجتمع فيه