صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/71

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٦١ -

نفع للناس منها، وكذلك ما كان من هذا القبيل في الأجيال الوسطى بأوروبا. وأقدم مَن أنشأ المتاحف بأوروبا، وفيها الآثار الصناعية والعلمية والتاريخية كوسمو الأعظم في فلورنسا بالقرن السادس عشر للميلاد — أي بعد ذهاب الدولة الفاطمية ببضعة قرون — يليه متحف البابليون العاشر في الفاتيكان في ذلك القرن. والإيطاليان أسبق دول أوربا إلى هذه المنقبة مثل سبقهم إلى إنشاء المدارس العلمية وهي أيضاً مما اقتبسوه عن العرب. واقتدت بهم سائر أمم أوربا. فأخذ الأمراء والملوك يجمعون التحف والمصنوعات ونحوها في خزائن بلا ترتيب ولا غرض معين غير التفاخر بها. ولم تتحول الغاية من جمعها إلى منفعة الجمهور إلا في القرن الماضي. وفي باريس من هذه المتاحف عدد كبير سنأتي على وصف أهمها وبيان ما شاهدناه فيها مما يهم القراء.

متاحف باريس

في باريس نحو أربعين متحفاً يمكن جمعها تحت عدة رؤوس حسب الغرض منها أو ما تحويه من الآثار أو التحف. منها متاحف عامة فيها كل أنواع التحف من المصنوعات على اختلاف فنونها ومن الآثار التاريخية والفنون الجميلة وغيرها أهمها متحف اللوفر. ومنها متاحف فنية يراد بها تنشيط الفنون الجميلة كالرسم والحفر والتصوير مثل متحف لوكسنبرج. ومتاحف حربية لعرض الأسلحة ونحوها كالمتحف العسكري في قصر الأنفاليد وقد تقدم ذكره.