صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/70

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٦٠ -

الذهب الذي يظن أنه جلبت عليه بوران بنت الحسن بن سهل للمأمون وزنه ١٨ رطلاً. ورقعة للشطرنج والنرد أحجارها من الجوهر والذهب والفضة. وكان في خزائن الفرش مقطع من الحرير الأزرق التستري القرقوبي غريب الصنعة منسوج بالذهب وسائر ألوان الحرير كان المعز لدين الله أمر بعمله في سنة ٣٥٣هـ وفيه صورة أقاليم الأرض وجبالها وبحارها ومدنها وأنهارها ومسالكها شبه الخريطة. وفيه صورة مكة والمدينة مبينة للناظر وعلى كل مدينة وجبل وبلد ونهر وبحر وطريق اسمه بالذهب أو الفضة أو الحرير وكُتب في آخره «مما أمر المعز لدين الله شوقاً إلى حرم الله وإشهاراً لمعالم رسول الله في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة والنفقة عليه اثنان وعشرون ألف دينار». وبيت أرمني أحمر منسوج بالذهب عمل للمتوكل على الله لا مثيل له ولا قيمة صار إلى تاج الملوك وصار إليه أيضاً بساط خسرواني دفع إليه فيه ألف دينار فامتنع عن بيعه.

وكان في خزانة السلاح درع المعز لدين الله وسيف الحسين بن علي ودرقة حمزة بن عبد المطلب وسيف جعفر الصادق. وكان عندهم في خزائن أخرى منديل القائم بأمر الله العباسي وغير ذلك. وناهيك بالجواهر والحلي الثمينة مما لم يعهد له مثيل عند غيرهم. هذه كلها ذهبت بالفتن في أثناء الدولة الفاطمية وما بقي ذهب بذهاب الدولة.

على أن هذه المتاحف كانت مقفلة لا يدخلها غير أصحابها فلا