صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/62

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٥٤ -

منها وصول القديس بوتين إلى ليون. وبعض تلك الصور كاد يمحى من طول الزمن.

قصر الأنفاليد في باريس

وفي باريس من التماثيل أو الأنصاب في الشوارع العمومية عدد كبير ذكرناه في غير هذا المكان. فنكتفي هنا بذكر أهم ضريح يعظمه الفرنساويون ويشاركهم في تعظيمه سائر الأمم نعني ضريح نابليون بونابارت في قصر الأنفاليد.

وقصر الأنفاليد بناء فخيم مؤلف من قاعات عديدة بعضها متاحف للأسلحة التاريخية وبعضها لمعروضات أخرى. أهمها القبة التي تتضمن ضريح نابليون الأول سنعود إليها بعد الإيجاز في وصف أهم ما يحويه قصر الأنفاليد من الآثار والتحف وإن كانت هذه من قبيل المتاحف لكننا نذكر هذا على سبيل الاستطراد ففي ساحة القصر مدافع تاريخية منها ١٧ مدفعاً من جزائر الغرب عليها كتابة عربية إلى أحد جانبيها مدفع صيني وإلى الجانب الآخر مدفع كوشنشيني. غير مدافع نمساوية صبت في فينا بالقرن السابع عشر حملها نابليون إلى باريس سنة ١٨٠٦ ومدفع حُمل في معركة سباستبول سنة ١٨٥٦ وغيرها.

أما القصر فقد بناه لويس الرابع عشر. بدأ به سنة ١٦٧١ مساحته ١٢٦٩٨٥ متراً مربعاً عرض الواجهة ٢١٠ أمتار أُنشئ ليقيم فيه المتقاعدون من الجند الفرنساوي يسع ٧٠٠٠ جندي. وقد