صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/61

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٥٣ -

مراراً آخرها في أواخر القرن الماضي. وقد احتفظوا بكثير من البناء القديم. طول الكنيسة من الداخل ٦٦ متراً في عرض ١٩ متراً، وإنما استلفت نظرنا ما على جدرانها من الصور الكبيرة المرسومة بالفسيفساء طول الواحدة بضعة أمتار في مثلها عرضاً مرسومة في الأجيال الوسطى. منها صورة معركة بحرية جرت سنة ١٥٧١ في مضيق لبانت قرب كورنثية بين أسطول السلطان سليم الثاني العثماني وأساطيل إسبانيا والبندقية وجنوى ومالطة والبابا بيوس الخامس. وهي معركة شهيرة في تاريخ الدولة العثمانية انتهت بفشل العثمانيين. كانت العمارة العثمانية مؤلفة من ٣٠٠ دارعة بقيادة القبودان موذن زاده علي باشا. والعمارة المسيحية مؤلفة من ٧٩ دارعة بقيادة دون جوان دوتريش و١٢ دارعة للبابا بيوس بقيادة مارك أنطوان كولونا و١٤ دارعة بقيادة فانيرو البندقي. غير الجند الإسباني. ولما التقى الجيشان في ذلك المضيق تبادلوا إطلاق المدافع فأصيب القبودان العثماني بقنبلة قتلته ففشل جنده. وتوقف العثمانيون عن مواصلة الفتح غرباً كما توقف العرب عن الإيغال في أوربا بعد واقعة بواتيه التي غلبهم فيها شارل مارتل قبل ذلك بثمانية قرون.

وقد مثل المصور تلك المعركة وفيها سفن لجيشين ومواقعهم حتى انتهت باحتراق سفن العثمانيين. وكل ذلك بالفسيفساء الملونة ولا تزال واضحة مع أنها صنعت منذ نيف وثلاثة قرون.

وهناك صور أخرى مثل هذه تمثِّل بعض الحوادث الدينية