صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/58

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٥٠ -

واقتبس طرق الفرنساويين في المدارس والجندية وفي الزراعة والصناعة وغيرها.

واقتدى به خلفاؤه على العرش الخديوي ولا سيما إسماعيل فإنه استخدم كثيرين منهم في الإدارة والتعليم. وأشهرهم ماريت باشا مؤسس المتحف المصري. ولا يزال هذا المتحف في عناية الفرنساويين إلى اليوم.

والفرنساويون أول من أنشأ جريدة بمصر (فرنساوية) وهم أول من أسس مجمعاً علمياً فيه (institut) وأول من نقل إليها أدوات الطباعة — نعني المطبعة التي أتى بها بونابرت في حملته وكان يطبع عليها منشوراته وأوامره بالعربية. فلما أراد محمد علي أن ينشئ المطبعة الأهلية كانت تلك المطبعة أساساً لعمله.

واعتبر ذلك أيضاً في سوريا فإن للفرنساويين شأناً خاصاً فيها لأنهم دخلوا في شؤونها منذ بضعة قرون ولا يزال السوريون حتى الآن يقلدون فرنسا في أسباب هذه المدنية وقد نقلوا أهم آدابها إلى العربية. وقلَّدوا شعراءها وأدباءها وبعضهم يعرف عن تاريخ آداب اللغة الفرنساوية أكثر مما يعرف عن آداب اللغة العربية — إلا التمثيل فإن مارون النقاش اقتبسه عن الإيطاليان لكن مَن جاء بعده عوّل في إتقانه على الفرنساويين.

ولما نهض الأتراك في الآستانة لاقتباس المدنية الحديثة كان أكثر اعتمادهم في نقل الآداب الحديثة على الفرنساويين. فنقلوا