صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/32

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٢٨ -

وعقولهم وطبائعهم فاختلاف الأقاليم أوجب اختلاف الأمم في كل فلننظر في طبائع الأمة الفرنساوية على الإجمال.

طبائع الفرنساويين

الفرنساوي عامل نشيط يدأب على العمل بحماسة وهمة. ولا سيما أهل الزراعة منهم فإنهم قويو الأبدان يعملون في حقولهم بنشاط. ولا تجد في فرنسا بقعة تقبل الزراعة غير مزروعة. وكذلك العمال والصناع وسائر طبقات الناس فإنهم نشيطون في ذهابهم وإيابهم في كلامهم وأشغالهم وفي أسفارهم - فإن أحدهم ينزل من القطار ويحمل حقيبته (الشنطة) بيده فإذا كان منزله قريباً سار إلى بيته ماشياً لا يرون في ذلك بأساً على أنهم إذا طلبوا غلاماً أو رجلاً يحمل لهم الحقيبة في أثناء الطريق لا يجدون. وهي صفة يشترك فيها أهل أوربا كافة. ويتأثر بها الشرقي حالما يطأ تلك القارة. وتقوم في نفسه رغبة في الهمة والنشاط فإذا رجع إلى بلده عاد إلى طبعه. إلا إذا توطن أوربا طفلاً - ومرجع ذلك إلى طبيعة الإقليم. والفرنساوي ذكي الفؤاد سريع الخاطر حاضر الذهن فصيح خفيف الروح فيه ميل إلى الفنون الجميلة وذوق في الصناعة.

الجمال

وللفرنساويين ذوق في الجمال لا تضارعهم فيه أمة، يظهر ذلك خصوصاً في الباريسيين فإنهم قدوة الأمم في الأزياء على اختلاف