صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/172

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ١٣٨ -

٢٠٠ قدم وعلوه مائة قدم وقدمان وعلو برجه ٢٢٥ قدماً. دخلناه من بابه الشمالي ولم نكد نتوسط المكان ونلتفت ذات اليمين وذات الشمال حتى وقع بصرنا على ما هنالك من قبور العظماء وتماثيل الكبراء وقد ساد السكوت وتجلَّت هيبة الموت فغلب علينا التهيب وخيل لنا أننا نسمع من كل قبر نداء ونرى في كل تمثال خطيباً. لا غرو ونحن بين بقايا أعظم رجال إنكلترا وفيهم القائد الباسل والسياسي المحنك والشاعر المفلق والخطيب المفوه والعالم الحكيم والمخترع العظيم. وقد تكاتفوا جميعاً في خدمة أمتهم فنهضوا بها إلى أسمى منازل الدول فأخذتنا العبرة وتذكرنا حال دولتنا في العالم السياسي فتشاغلنا عن تلك الهواجس بما بين أيدينا من مفاخر الآخرين إذ لا فائدة من تلك الذكرى وإن عرفنا الداء إذ لا سبيل لنا إلى الدواء. وتجولنا في أنحاء الدير نتفقد المدافن والتماثيل ونقرأ أسماء أصحابها فإذا فيهم نخبة الساسة والعلماء والشعراء والخطباء وغيرهم يعدون بالمئات ويضيق هذا المقام عن تعدادهم فنذكر أمثلة من ذلك في مجاميع حسب الأماكن منهم: وليم بت السياسي المتوفى سنة ١٧٧٨ وجون هولس دوق نيوكسل (١٧١١) وجورج كانين السياسي (١٨٢٧) والجنرال مالكولم واللورد بالمرستون واللورد متسفيلد والأميرال ورين والسير روبرت بيل السياسي (١٨٥٠) وفي مجموع آخر جورج غوردون أرل إيردين والسير توماس رافلس (١٨٢٦) وتشارلس جيمس فوكس وكابتن مونتاغيو وغيرهم.