صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/171

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ١٣٧ -

هناك انتهينا إلى دهليز جدرانه مزدانة بالصور التاريخية. ومنها إلى قاعة متوسطة الحجم فدهليز آخر اتصلنا منه إلى قاعة مجلس العموم. طولها ٧٥ قدمًا وعرضها ٤٥ وعلوها ٤١ قدماً. وهي تشبه قاعة مجلس العموم بشكلها لكنها أقل فخامة وأبسط رياشاً. عليها مقاعد مكسوة بجلد أزرق مخضر لا يسع أكثر من ٤٧٦ شخصاً مع أن عدد أعضاء هذا المجلس نحو ٦٧٠ وقد ترتبت المقاعد صفوفاً. وكرسي الرئيس في صدر القاعة عند طرفها الشمالي وإلى يمينه مقاعد لنواب الحكومة كالوزراء ونحوهم وإلى يساره رؤساء حزب المعارضين. وبين يدي الرئيس طاولة يجلس إليها الكاتب. ويجلس المخبرون ومكاتبو الجرائد على مقاعد فوق مجلس الرئيس وفوقها مقاعد للسيدات وتجاه مجلس الرئيس في الطرف الآخر من القاعة مقاعد للزائرين.

لهذا الدير شأن عظيم عند الإنكليز لأنه مجتمع مفاخرهم ومدافن عظمائهم أو تماثيلهم. يحوي في تلك المفاخر أكثر مما يحويه كل مكان سواه ولا يدفن فيه أو ينصب تمثاله في أرضه إلا الممتازون بالشرف والفخر في خدمة الأمة والوطن. والإذن في دفن ميت هناك أعظم شرف تقدر الأمة أن تمنحه لذلك الميت.

والدير بناء قديم ولبنائه تاريخ طويل شكله يشبه من الداخل شكل كنيسة القديس بولس طوله ٥١٣ قدماً وأعرض نقطة فيه