صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/164

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ١٣٢ -

وإذا دخل البرج فأهم ما يشاهده هناك المصوغات الملوكية الإنكليزية. وقد ذكرنا المصوغات الملوكية الفرنساوية التي شاهدناها في متحف اللوفر لكن هذه أفخم وأثمن.

إن هذه المصوغات أو المجوهرات معروضة في غرفة صغيرة في وسطها دكة مثمنة الأضلاع يكاد يقرب شكلها من الاستدارة. عليها رفوف مرتبة بعضها فوق بعض بشكل هرمي وضعوا تلك المصوغات عليها بحيث يراها المشاهدون. لكنهم أحاطوا تلك الدكة بسياج من شبك الحديد وألواح من الزجاج. وبين الدكة والحائط ممر يكاد لا يتسع لمرور اثنين والحرس وقوف لمراقبة المتفرجين والمصوغات المشار إليها أكثرها تيجان مرصعة بالحجارة الكريمة بعضها قديم، والبعض الآخر حديث وهي: (١) تاج القديس إدوارد صنع لتتويج شارل الثاني. سرقه الكولونيل بلود سنة ١٦٧١ في جماعة من رفاقه بعد أن قتلوا الحارس لكنهم لم يفوزوا بغنيمتهم. (٢) تاج الملك إدوارد السابع صنع في الأصل للملكة فكتوريا سنة ١٨٣٨ ثم جدد للملك إدوارد سنة ١٩٠٢ وهو من المصوغات الحديثة مرصع بجواهر لا يقل عددها عن ٢٨١٨ ماسة و٣٠٠ لؤلؤة وجواهر أخرى. في مقدمه ياقوتة يقال إنها كانت للأمير الأسود أعطاه إياها دون بادرو صاحب قسطيلة سنة ١٣٦٧ وقد وضعها هنري الخامس على خوذته في معركة أجنكورت. تحتها ماسة كبيرة تُعرف بالماسة الكولينية قدمتها