صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/157

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ١٢٧ -

ومن المشاهد الهامة في هذه الكنيسة قبتها لما تشرف عليه من الأبنية البعيدة فقد صعدنا إلى قمتها بسلم درجاته ستمائة وعشرون درجة فأشرفنا على لندن كلها كما أشرفنا على باريس من قمة برج إيفل أما القبة فلها شأن خاص شاهدنا مثله وراء محراب كنيسة أريني بالآستانة. نعني تفخيم الصوت فإن حول قاعدة هذه القبة من الداخل شرفة مستديرة قطرها نيف ومائة قدم ومحيطها نحو ٣٢٠ قدماً يشرف المار فيها على صحن الكنيسة وتُسمى «قاعة التهامس» دخلناها من باب في بعض جوانبها فرأينا شيخاً يهمس في الحائط بصوت يكاد لا يسمعه الواقف بجانبه فأومأ إلينا أن نذهب إلى مقعد في الجانب الآخر من تلك الشرفة فمشينا ونحن نسمع الصوت يرتفع كلما بعدنا عن ذلك الشيخ فلما وصلنا إلى الطرف الآخر سمعناه كالخطيب يتلو علينا خطاباً في تاريخ هذا البناء.

وتحت أرض الكنيسة سراديب مرصفة بالفسيفساء فيها تماثيل وأضرحة للمشاهير أيضاً منها ضريح للدوق ولنتن من الرخام السماقي قائم على قاعدة من الغرانيت وحوله الأعلام التي اكتسبها من إسبانيا والبرتغال وفرنسا وبجانبه المركبة التي حملت جثته وضريح بكتن زميله في وترلو. وفي مكان آخر يقابل منتصف القبة ضريح نلسون فيه تابوت مصنوع من خشب السارية الوسطى من سواري الدارعة الفرنساوية (لوريان) التي أحرقها