صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/154

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ١٢٤ -

الأبنية والشوارع وغيرها. ولا يستطيع المار في شوارعها وساحاتها غير الإعجاب بما يراه منصوباً هناك من التماثيل الفخيمة لمشاهير الرجال فإن الإنكليز كثيرو الاحترام لأسلافهم يقيمون لهم التماثيل كما يقيمونها للقديسين. وكما يعجب الفرنساويون ببونابرت وينصبون تماثيله في شوارعهم وحدائقهم وساحاتهم وقصورهم فالإنكليز يفعلون نحو ذلك بتماثيل ولنتن ونلسن ونحوهما وناهيك بالقصور الكبرى والمعابد الفخيمة فإنها كثيرة في لندن فنكتفي بالإشارة إلى أشهرها مما وفقنا لزيارته في هذه الرحلة فنقول:

١ - كنيسة القديس بولس

إنها قائمة في منتصف المدينة وهي أفخم أبنيتها وأعلاها ومن أقدمها عهداً لم يتفق المؤرخون على أصل بنائها ولكنهم متفقون على أنه كان في مكانها معبد من زمن الرومانيين ثم خرب وأقاموا مكانه كنيسة سنة ٦١٠م واحترقت سنة ٩٦١م فأُعيد بناؤها وتوالى عليها الخراب والترميم مراراً حتى جددت كلها في أواخر القرن السابع عشر على يد مهندس شهير اسمه خريستوفر رين بدءوا ببنائها سنة ١٦٧٥ وتمت سنة ١٧١٠ وأنفق في سبيل ذلك ٨٥٠٠٠٠ جنيه أخذت من الأهلين بضريبة وضعتها الحكومة على الفحم الوارد إلى لندن وكان رين هذا يستولي في أثناء هذه المدة على راتب سنوي مقداره ٢٠٠ جنيه في السنة.

بنيت هذه الكنيسة على مثال كنيسة القديس بطرس في