صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/140

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ١١٢ -

الإسلام تؤخذ من الأغنياء وتنفق في الفقراء.

والحكومة الإنكليزية تعد نفسها وصية على الفقراء من رعاياها فتضع القوانين لمصلحتهم وتجبرهم على اتباعها. أو هي تتولى تنفيذها عليهم — لعلها تتقي اعتصابهم أو إضرابهم — من ذلك قانون صدر في الصيف الماضي ونحن في إنكلترا وضعته الحكومة لمنفعة الخدم وصغار المستخدمين اسمه (National lnsurance act) في ١٤٠ صفحة كبيرة. مآله ضمان مستقبل كل مستخدم في المملكة الإنكليزية سنه بين ١٦ و٧٠ سنة يقل دخله السنوي عن ١٦٠ جنيهاً. وكل عامل يشتغل بيده لحساب نفسه ولو زاد دخله عن ١٦٠ جنيهاً في السنة. فتفرض على كل من هؤلاء أن يختزن من دخله مالًا يعينه في شيخوخته أو مرضه — جعلت ذلك إجبارياً لا يرى العامل مفراً منه بوجه من الوجوه — وهو يشمل الممثلين في المراسح وأساتذة المدارس الصغرى والثانوية وكتاب المصارف والمتاجر وخدام المنازل وعمال المعامل وفيهم أصحاب العاهات البدنية وساقة المركبات والنوتية وغيرهم وكل عامل له رئيس يدفع له أجرة.

وكيفية ذلك الضمان أن الحكومة طبعت أوراقاً كالسراكي أو الاستمارات في اصطلاحنا تفرقها في العمال. وعلى العامل أن يقدم واحدة منها كل أسبوع وعليها طوابع مختومة يشترك هو ورئيسه والحكومة في دفع قيمتها وتختلف تلك القيمة باختلاف راتب