صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/139

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ١١١ -

على ذلك إلى ٧٠٠ جنيه فهؤلاء يعفونهم من بعض الضريبة. أما مَن زاد دخله على ٧٠٠ جنيه فيدفع الضريبة كاملة. وقد بلغ دخل الحكومة من هذه الضريبة نحو ٣٢٠٠٠٠٠٠ جنيه في السنة غير ضرائب الجمارك وعوائد الروحيات وسائر المسكرات والمخدرات. وغير حق الرخص والإذن في معاطاة المهن على اختلاف أشكالها.

٣ - العامة والعناية بهم

للعامة في إنكلترا مشاكل من اعتصاب وإضراب كما في فرنسا لكن للإنكليز عناية خاصة بهم ولا سيما طبقات العمال والخدم. لعل ذلك من بقايا واجبات الأرستوقراطية في العهد القديم. لأن رب البلد (اللورد) كان يرى نفسه مسئولاً عن حال أتباعه من حيث أسباب معائشهم. ولو تتبعت تاريخ وضع ضرائب الدخل المتقدم ذكرها لرأيتها تنوعت وتعدلت طبقاً لمصلحة العمال أو الفقراء من أصحاب التجارات الصغرى. كانت في أول وضعها شاملة كل إنكليزي مهما قل دخله ثم أخذوا يعدلونها حتى أعفوا منها أصحاب الدخل القليل الذي لا يزيد على ١٦٠ جنيهاً وخففوها عن الذين لا يزيد دخلهم على ٧٠٠ جنيه وأبقوها على سائر الناس كما رأيت. ولا يخفى أن الأموال التي تجمع من الضرائب تنفق في مرافق الأمة بلا تمييز بين الغني والفقير أو هي لمصلحة الفقير أكثر مما لمصلحة الغني وهي عناية بالعامة كالزكاة في صدر