صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/117

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٩٣ -

تقدم السوريين في التجارة والأدب والفنون الجميلة. لقينا فيها عشرات من أصحاب المتاجر وقد جاروا الفرنساويين بالتجارة ولهم منزلة رفيعة بين علية القوم وأحرزوا ثقة أصحاب المعامل والمصارف. ولأكثرهم معاملات واسعة مع الشرق والغرب وأكثر اشتغالهم مع سوريا وأمريكا الشمالية والجنوبية يبعثون إليها السلع من مصنوعات باريس على اختلاف أصنافها. فمن البيوت التجارية السورية في باريس محلات رحيم وبو شديد وشحادة وسليمان ودقرت وشقير وبركة وداود وجاسر إخوان ودوماني ومانوك وقزي وبيجاني وشخيري وزوين ويانسوني وحوس (فرع لمحل صيدناوي) وغيرها من البيوت التي تتعاطى أصناف التجارة وقد اختص بعضهم بتجارة المجوهرات أشهرهم: كساب ونصبة وأبو حمد. وبالعطريات محل بشارة ملحمة وله شهرة واسعة في فرنسا وإنكلترا بما يصطنعه من العطريات المعروفة باسمه وقد نال جوائز السبق في المعارض الصناعية. وعرفنا من الماليين الكونت قريصاني مدير البنك الفرنساوي المصري في باريس وهو من البنوك الكبرى وله فرع في مصر. وقس على ذلك مما يدل على اقتدار الشرقي على مجاراة الغربي إذا تساوت الأسباب والوسائل.

مما يوجب الفخر أيضًا أننا عرفنا في باريس نفسها غير واحد من الأدباء السوريين يجارون أدباء فرنسا في آداب لسانهم يكتبون في أكبر جرائدهم السياسية في أهم المواضيع الحيوية أو يؤلفون