صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/107

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٨٧ -

وعلى ذلك تم التسليم لكن المصور تصور هجوم الفرنساويين على الزملة وعبد القادر غائب فمثل ذلك أحسن تمثيل في صورة طولها عدة أمتار شاهدناها في إحدى الغرف من قاعات متحف فرسايل ووقفنا عندها ساعة نتأمل ما تولى رجال عبد القادر من الذعر لما رأوا خيول الأعداء تكاد تأخذهم فبرزت النساء من الخيام مذعورات وأخذ الخدم في مساعدتهن في ركوب الجمال التماساً للفرار وهرب بعض الأتباع وفيهم اليهود أصحاب خزينة عبد القادر ونفر ما كان معهم من الحيوانات الأهلية وبينها الغزلان طلبت البرية. وبان الرعب في كل حي وظهر الاضطراب في كل شيء فقلبت الخيام وأجفلت الجمال وذعر الأطفال وبكت النساء مما يستوقف البصر.

وفي تلك القاعة صورة نافرة تمثل نابليون وقد أطلق سراح عبد القادر في أمبواز سنة ١٨٥٢. وصورة زيتية لحصار قسنطينة سنة ١٨٣٧ وصورة أخرى لمعرض في المكسيك سنة ١٨٣٨ وصور عديدة لوقائع حربية في القرم سنة ١٨٥٤ من جملتها أخذ ملاكوف ومعركة ألما ومعركة سلفرينو وغيرها وكلها كبيرة الحجم.

والقسم الأوسط من القصر تسمى قاعاته بأسماء آلهة اليونان كالزهرة والمريخ وأبولون وغيرها. فيها صور زيتية وستائر مصورة نسجاً مما يسمى «غوبلين» أكثرها تمثل حوادث تاريخية فرنساوية من جملتها ستارة تمثل الكونت فوانت في حضرة لويس الرابع عشر باسم ملك إسبانيا وأخرى تمثل اجتماع لويس المذكور وفيليب الرابع ملك الإسبان وأخرى لزواج لويس الرابع