صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/104

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨٦
مناحة في الحقل
 

وبينما كنت على هذه الحالة مرَّ النسيم بين الأغصان متنهدًا تنهد يتيم يائس، فسألت مستفهما: «لماذا تتنهد يا أيها النسيم اللطيف؟» فأجاب لأنني ذاهب نحو المدينة مدحورًا من حرارة الشمس، إلى المدينة حيث تتعلق بأذيالي النقية مكروبات الأمراض، وتتشبت بي أنفاس البشر السامة، من أجل ذلك تراني حزينًا»

ثم التفتُّ نحو الأزهار فرأَيتها تذرف من عيونها قطرات الندى دمعًا، فسألت: «لماذا البكاء يا أيتها الأزهار الجميلة؟» فرفعت واحدة منهن رأسها اللطيف وقالت: «نبكي لأن الإنسان سوف يأتي ويقطع أعناقنا ويذهب بنا نحو المدينة ويبيعنا كالعبيد ونحن حرائر، وإذا ما جاء المساء وذبلنا رمى بنا إلى الأقذار، كيف لا نبكي ويد الانسان القاسية سوف تفصلنا عن وطننا الحقل»

وبعد هنيهة سمعت الجدول ينوح كالثَّكلى فسألتهُ: