صفحة:حياتنا بعد الخمسين- سلامة موسى- 1944.djvu/13

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

يجب ألا نستقيل من الحياة

مما يلاحظ في بلادنا أن كثيراً من الموظفين عندما يبلغون الستين ويقالون من وظائفهم ، يحسون كأنهم أقيلوا من الحياة . ففي الوقت الذي بلغوا فيه من العمر أينعه ، يعمدون إلى البطالة القاتلة . وبدهي أن هذه البطالة بما تغرسه في أذهانهم من العقائد الخاطئة ، من حيث عقم حياتهم الباقية، وأنهم زائدون على المجتمع ، تحملهم على الركود والاغتمام وصرف الوقت فيها يزجيه أو يقتله كأنه عدو

ونحن نعرف أن البطالة تضر حتى بالأشياء ،فضلا عن الأحياء . فإن الكوتشوك الجديد إذا ترك مدة طويلة في مكانه يجمد ويفقد مقداراً كبيراً من مرونته . والآلات التي لا تعمل تصدأ ، فكيف بالحي الذي تعد الحركة من خصائص حياته ؟. وكل منا قد رأى بالاختبار في نفسه أو في غيره ،أن العضو الذي نربطه ونمنع حركته لأي سبب يفقد مرونته ويتجمد ويضعف

والموظف الذي يغادر وظيفته في الحكومة وهو على أتم الصحة يجد بعد سنوات من الركود أنه قد يطؤ في حركته، وتناقل في مشيته ، وانحنى