صفحة:حرب في الكنائس.pdf/60

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٦٢
حرب في الكنائس

معاً من حيث الشبه، وهي المسيح بالتباس وصورة المسيح نسبة. والإشارات للمفاهيم المتلابسة والمقولة النسبة في صلتها بالصور، وكذلك مفاهيم التقابل والتوازي هي من الحجج الكبرى التي اعتمدها ثيودوروس ونيقيفوروس أيضاً. وهي من أصل أرسطوطاليسي واضح.

وفي رده الثاني على الهراطقة عالج ثيودوروس ما إذا كان ينبغي عبادة صورة المسيح أم لا. وهنا استمر المناقش الأرثوذكسي في استخدام مفاهيم النموذج والمثال فأثبت أن المسيح نفسه يدعى المسيح بالترادف أو بمعنى أصلي. أما صورته فتدعى المسيح بالتباس أو بمعنى غير أصلي. ولكي يثبت ثيودوروس أن رسماً يمثل المسيح هو أولى بالعبادة من رسم يمثل الصليب ألجأ المبطل إلى الإقرار أن الأمثلة إنما تختلف باختلاف نماذجها كما ألجأه إلى إقرار ذلك في الرد الأول1.

ولرد ثيودوروس الثالث شكل خاص. فالمؤلف يعلن في مطلعه ما يلي: «سوف استخدم بعض الأقيسة ουλλογιπμος في معرض بحثي. وهذه الأقيسة ليست مركبة على طريقة أرسطو على أساس لغوي أبسط هو قوة الحقيقة2، ثم يعرب ثيودوروس عن أمله أن لا تذهب جهوده سدى عند القارئ. فالعالم بوسعه أن يستخدمها كأساس لمباحث أعمق بينما المبتدئ قد يعتبرها بمثابة مقدمة. ومن هنا ينطلق ثيودوروس إلى تقسيم الموضوع إلى أربعة «رؤوس» أي فصول، وهكذا يسم مقالته بسمة الشكل الأدبي الخاص بها أي الرأس. فالرأس الأول يدور على مسألة حصر المسيح. والرد الإيجابي يستند إلى عدد كبير من الأبيخيرياته απιχειρματα قياسياً. ويتلو واحدها الآخر تحت عنوان «يضاف إلى ذلك». وهذه الأبيخيرياتة مقتبسة من المفاهيم الكلية في الفلسفة ومن الكتاب المقدس ومن الخريستولوجية. والبعض منها عبارة عن اعتراض للخصم يشفعه ثيودوروس بجواب أو بإبطال على سبيل الخلف reductio ad absurdum. ولما كانت آراء ثيودوروس الخريستولوجية تتخذ طابعاً أرسطوطاليسياً هو الطابع المتعارف منذ أيام لاونديوس البيزنطي فهذا الرأس يحفل بالإصطلاحات الأرسطوطاليسية وهكذا فإن ثيودوروس يدلل في الرأس الثاني على القول أنه قد يكون لدينا صورة المسيح يمكننا تأمله من خلالها فيثبت في الرأس الثالث أن عبادة


  1. P.G., Vol. 99, Col. 360, 368.
  2. P.G., Vol. 99, Col. 389; SCHISSEL, O., "Proclus, Elements of Theology," Byz. Zeit., 1937, 113-117.