السادس التي قامت في القصر المقدس وطمس الكتابة التذكارية التي كانت قد نقشت فوق مدخل المليون Milion تخليداً لأعمال المجمع السادس وأمر برسم شخصه الإمبراطوري وشخص سرجيوس البطريرك على جدار القصر1. وفي مطلع السنة ٧١٢ خلع البطريرك القويم الرأي كيروس ورفع الخارتوفيلاكس يوحنا إلى السدة القسطنطينية باسم يوحنا السادس. ثم كتب إلى قسطنطين الأول بابا رومة موجباً الاعتراف بالمشيئة الواحدة وإعادة أسماء البطريرك سرجيوس والبابا أونوريوس وغيرهما إلى الذبتيغة. وأمر بحرق أعمال المجمع السادس ونفي كل من اعترض على هذه الاجراءات2. فلما وصل أمير الفسيلفس إلى رومة ومعه صورة فيليبيكوس ورأس يوستنيانوس رفض البابا قبول الأمر الإمبراطوري والصورة المرفقة. ولما علم بتحطيم صورة المجمع السادس وحرق أعماله أمر بصنع صندوق لأعمال المجامع الستة برسومها وأدخله باحتفال ديني إلى كنيسة القديس بطرس3.
وقُتل فيليبيكوس في الثالث من حزيران سنة ٧١٣ وتولى العرش بعـده أنسطاسيوس الثاني (٧١٣-٧١٦). وقال أنسطاسيوس قولاً قويماً ونبذ القول بالمشيئة الواحدة. فحطم صورة سرجيوس وفيليبيكوس وأعاد رسم المجمع السادس وكتب بذلك إلى البابا وأرسل صورته أيضاً فتقبل البابا الرسالة والصورة بالإكرام اللائق بها وأدخل اسم الفسيلفس في الذبتيغة4. وكتب البطريرك يوحنا أيضاً مؤكداً أنه لم يقبل الترقية في عهد فيليبيكوس إلا ليضمن أهون الشرين لأن الفسيلفس كان يضمر نبذ أعمال المجمع الخلقيدوني5. وتوفي بعد حين فخلفه جرمانوس الأول (۷۱٥-۷۲۹).
يزيد أول المحطين: وكان ما كان من أمر عبد الملك بن مروان (٦٨٥-٧٠٥) فلما استتب له الأمر وأخضع من أخضع من الثوار والمتمردين وكافح من كافح من الأعداء الفاتحين عني بتعميم قواعد الإسلام وتطبيقها على نظم الدولة ومنظماتها. فاستبدل اسم المسيح وعبارة التثليث في أعلى الطوامير بالعبارة: «قل هو الله أحـد». وكتب في صدور
- ↑ Agathonis Diaconi Peroratio, Mansi, XII, Col. 192; EBERSOLT, J., Le Grand Palais de Constantinople, 29.
- ↑ Mansi, XII, 190.
- ↑ Liber Pontificalis (Duchesne), 391; BREHIER, L., Derniers Heraclides; FLICHE et MAR- TIN, V, 206-207; OSTROGORSKY, G., Byz. State, 135-136.
- ↑ DOLGER, F., Reg., 273; Liber Pontificalis, 392-394; Mansi, XII, Col. 193-196.
- ↑ Mansi, XII, Col. 196-210; THEOPHANES, Chron., a. 6203; Nicephore, 48.
حرب في الكنائس - ٢