صفحة:حرب في الكنائس.pdf/12

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
الفصل الثاني
الاعتراض على الأيقونات والنهي عنها وإخراجها من الكنائس
٧٢٦ - ٧٥٤

خلع يوستنيانوس الثاني: واستنزفت حروب هذا الفسيلفس كل ما في الخزينة. وبرغم هذا ظل يوستنيانوس الثاني يحذو حذو سميه يوستنيانوس الكبير فأراد أن يقوم هو أيضاً بإنشاءات تخلد اسمه، فاغتصب الأموال وصادر الأملاك فجر على نفسه كراهية الطبقات الشعبية بعد أن نفر الأشراف والكنيسة ورجال الجيش. وبعد الذي أصيب به من مس في الحرب العربية بدأ يقتل ضباطه ويحبسهم. فتجرأ عليه لاونديوس القائد الأعلى (٦٩٥) وجدع أنفه ونفاه إلى الخرسون. وسلَّم وزيري يوستنيانوس إلى الجماهير فطافوا بهما وأحرقوهما.

واندلعت نيران الثورة في الحجاز والعراق وغيرهما، فاستطاع الروم أن يستعيدوا ما كان لهم من نفوذ وسلطة في إفريقية. ثم أعاد المسلمون الكرة عليها في صيف السنة ٦٩٨ فدخلوها آمنين. ونجا القسم الأكبر من جيش إفريقية ودبروا مؤامرة لخلع لاونديوس ونادوا بطيباريوس عبسيمروس ورونغاريوس الأسطول فسيلفساً. فاستولوا على القسطنطينية. وجدع طيباريوس الثالث هذا أنف لاونديوس وحبسه في أحد الاديرة (٦٩٨ – ٧٠٥). ووفق طيباريوس في صد المسلمين واسترد مناطق الحدود الجنوبية وغزا سورية الشمالية. ولكن الأهالي والجيش كانوا قد أصبحوا لا يخضعون لأحد. وباتت أدنى هزة كافية لقلب عرش الروم.

وفر يوستنيانوس الثاني من منفاه واستعان بتربيل ملك البلغار فعاد إلى العرش في السنة