صفحة:حرب في الكنائس.pdf/13

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٥
الفصل الثاني: الاعتراض على الأيقونات والنهي عنها وإخراجها من الكنائس

٧٠٥. وكان قد عول ألا يفعل شيئاً إلا أن يثأر لأنفه المبتور. فقطع رأسي لاونديوس وطيباريوس وسمل عيني البطريرك ووضع كثيرين من الوجهاء في أكياس وأغرقهم في البوسفور. وفي السنة ٧١١ ثار فيليبيكوس البرداني فقتل يوستنيانوس وابنه. ولكنه لم يكن سوى رجل لهو ولذة فقضى وقته (۷۱۱-۷۱۳) منصرفاً إلى المتع. وكان من أصحاب المشيئة الواحدة فعزل البطريرك كيروس وأقام يوحنا السادس بطريركاً محله. ثم اتفق قائدان فعزلا فيليبيتكوس. وأقام الشعب رئيس كتاب القصر فسيلفساً باسم أنسطاسيوس الثاني. فضبط زمام الملك وعزل البطريرك يوحنا السادس وأقام جرمانوس عوضه. ولكن في السنة ٧١٦ تمرد الجند وأعلنوا خلعه ونادورا بثيودوسيوس الثالث فسيلفساً.

لاوون الثالث والأمويون: (۷۱۷ - ٧٤٠) وكان البلغاريون والمسلمون في أثناء هذا كله يغزون ولايات الحدود كل من صوبه. وكانت غزواتهم تزداد حدة وتوغلاً. ولكن الروم أنجبوا لاوون الأسوري رجل الساعة. فتبوأ العرش برضى ثيودوسيوس الثالث وموافقة البطريرك ومجلس الشيوخ. وكان سليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي (٧١٥-۷۱۷) يحسب أنه هو المقصود بالحديث القائل أن خليفة يحمل اسم نبي سيفتح القسطنطينية. فجيش جيشاً عظيماً بقيادة مسلمة وأعد أسطولاً كبيراً عقد لواءه لوزيره سليمان. فقام مسلمة من طرسوس إلى الدردنيل والتقى في أبيدوس بسليمان وعمارته. وقطع المسلمون الدردنيل وزحفوا على القسطنطينية براً. وقامت عمارتهم بالعمل نفسه من البحر. واعتمد مسلمة على تجويع المدينة ولكن لاوون كان قد حسب لهذا المحذور. أما مسلمة فإنه لم يحسب الحساب لشتاء قارس. وجاء شتاء السنة ٧١٧-٧١٨ بثلج دام ثلاثة أشهر. فمات عدد كبير من جنود مسلمة بالبرد وداء الزحار. ثم جاء البلغاريون من الوراء فقتلوا من المسلمين عشرين ألفاً. وتسللت سفن النار الرومية إلى مرسى الأسطول المصري فأحرقته. فتراجع مسلمة بعد أن فقد معظم جيشه. وتعرض الباقي من عمارته لعاصفة في بحر إيجه فلم يعد إلى شواطئ الشام سوى خمس سفن فقط. وكانت محاولة مسلمة الأخيرة من نوعها في تاريخ الخلفاء الأمويين فلم يتسن لهم بعدها الدخول إلى أوروبة الشرقية. بيد أن غزوات المسلمين لم تنته عند الفشل الذي حل حول أسوار القسطنطينية. فقد أغاروا في السنة ٧٢٥ على قبدوقية وهددوا نيقية. وفي السنة ٧٣٧ عادوا إلى الحرب وبلغوا تيانة فضربوا عليها الحصار في السنة ٧٣٩. ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في يوم أكروبينون. ووافق هذا كله ظهور الخزر في أقصى الشمال فاستغل لاوون هذا العنصر الجديد لصالح الدولة وتعاون مع الخزر