المقدمة
______________
ميلاد كل منا هو مغامرة مع القدر . تخرج إلى العالم بكفاءات وراثية لا تتغير من أبوين لم نخترهما ، ونعيش في وسط ، تتكون فيه نفوسنا وتملى علينا فيه العقائد وطرز السلوك ، قبل أن نستطيع أن نغيره ، ثم تتوالى علينا الحوادث التي تقرر اتجاهاتنا في الحياة وتقع بنا الكوارث التي نتكيف بها وننزل على مقتضياتها . وعلى الرغم من أننا جميعاً نصاغ في قالب البشرية ، فان كلا منا فذ في هذه الدنيا قد كتبت حظوظه ، أو أكثرها ، قبل أن يولد ، إن خيراً و إن شراً ولذلك فان قصة كل منا هي قصة فذة مفردة تستحق أن تروى وتقرأ وكلنا يحب أن يتحدث عن نفسه ، وأحياناً يسرف ويدمن في هذا الحديث حتى يثقل على إخوانه . ولكن ، مع ذلك ، لا تكاد تخلو حياة إنسان مما يجدر ذكره للمغزى أو العبرة إلا إذا كانت حياة أبله قد مرت به الاختبارات دون أن ينفعل بها . وواضح أن مثل هذه الحياة لا تزيد كثيراً ، من حيث المغزى أو العبرة ، على حياة البقول .
وأحياناً تضطرب العصور التي يعيش فيها المجتمع . فيبعث هذا الاضطراب وجداناً بالأخلاق والسياسة والاقتصاد والاجتماع ، فيذ كو ، حتى العقل الخامد ، ويتنبه ، حتى القلب الغافل . وتأخذ جميعاً