صفحة:تربية المرأة والحجاب ..و فصل الخطاب فى المرأة و الحجاب محمد طلعت حرب.djvu/150

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

و « المرأة الجديدة» ولم تقم من أجله الدنيا وتقعد ولم يهتم به الكتاب نما ذلك الا لزيادة حرية ضمير حضرة مؤلفه وحرية افكاره فانه بسط فكره وما يراه صالحا ولم يدع انه يدعو اليه باسم الدين بل قال : ان ظروف الاحوال تقضى به وان له من تهاون الحكومة بأمور الدين اقوى مساعد على طلب ذلك مع اعترافه بمخالفته للشرع1.

وعليه فلو لم يتعكز محرر المرأة الثاني على عصا الدين ويقل انه يأمر بما يطلب ما اهتم احد بقوله ولا عمل على تفنيد مذهبه

هذا وقد قام من بين القوم متحير يتساءل عما اذا كان الحق دائماً مع الاغلبية وسرد وقائع تفيد ان التاريخ أثبت بعد طويل زمن ان الحق كان فيها مع الاقلية وحاول ان يقيس على هذه الوقائع مسألة الخلاف بين الفريقين في هذا الموضوع ، على انه لو أنصف اسلم ان لا قياس في ذلك اذ ان الوقائع الخلافية التي قد يكون للاقلية الحق فيها هي بعض مسائل علمية أو اكتشافية قد يغيب عن فهم الاغلبية معرفتها وهذا أمر جائز وواقع ولكن في مسألتنا هذه لا محل للشك والحيرة : فالامر دينى محض والقرآن هو هو . والسنة هي هي . وآثار السلف الصالح لم تنقض وكلها مؤيدة للحجاب ومقررة له ومثبتة لاستعماله . وان صح ان بعض الائمة قال بجواز كشف الوجه فقد علق ذلك الجواز على الضرورة وأمن الفتنة بشروط وقيود مخصوصة وعليه يكون الحجاب واجباً بالاجماع في وقتنا هذا.

فما دام كل ذلك مقررا لا يصح ان نقول انه سيأتي يوم يظهر فيه

  1. صحيفة 170 وما يليها من رواية المرأة الشرقية