صفحة:تربية المرأة والحجاب ..و فصل الخطاب فى المرأة و الحجاب محمد طلعت حرب.djvu/146

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

؛

لمكارم الاخلاق امر بالحجاب بمعنييه وهما تغطية المرأة رأسها وبدنها على غير محرم لها وقصرها في بيتها الا لضرورة توجب خروجها وقالوا ان هذا الحجاب اصل من اصول الادب وانه اعظم حصن للعفة وأنه لا يمنع قط من تعليم المرأة وتهذيبها وتقويم اخلاقها وتمنوا ان لو أتيح الرجوع الى هذا الحجاب كما يأمر به الشرع ويقضى به الدين .

وقد كنا ممن ذهبوا هذا المذهب في كتابنا الاول « تربية المرأة والحجاب » واتينا حسب ظننا بما يثبت جميع ما اوضحناه من القرآن الشريف وسنة نبينا عليه افضل الصلاة والسلام ومن اثر السلف الصالح الذي به نقتدى ومن اقوال ائمة الدين قديماً وحديثاً .

وكنا ظننا ان هذا الباب قد أغلق ولكن اطلعنا بعد ذلك على عبارة في المجلة المصرية تفيد ان حضرة صاحب كتاب « تحرير المرأة » كتب كتاباً آخر على « المرأة الجديدة » يعيد فيه النغمة الاولى ويرد به على من عارضوه ، فتشوفنا لمطالعة هذا الكتاب الجديد حتى اذا ما ظهر تصفحناه فوجدناه كالاول من حيث الموضوع والافكار ولكنه زاد عليه حرية في المجاهرة بتمام ما في الضمير كما زاد عليه استخفافا بالمعارضين له وبافكارهم وتعريضاً بهم وقام على المدنية الاسلامية وحضارة الاسلام فأنكر الاثنتين وقال انهما كانتا قاصرتين فلا يصح ان يطلب الرجوع الى شيء لم يكن الا في مخيلة بعض المغرورين 1 .

ولقد غرته زخارف المدنية الغربية وظواهرها فبنى عليها العلالي

  1. سيجد القراء فيما يأتى بعضاً مما جاء في هذا المعنى بكتاب المرأة الجديدة