ولاية عثمان باشا ۱۱۳ و به رجل صالح يسمى زائد بن رزق يقصده أهل تلك النواحي بالزيارة وحوله ناس، وبينها وبين قبرعون نحو الستة الاميال والقطعة الأخرى قسى الاطرون لاستخراجه منها زمن الصيف فانتقلوا فارين إلى طرابلس، فأحس الظاهر يخبر هم فراسل مرابطي سبهة بالتعرض لهم وارضائهم فتعرضوا لهم واسترضوهم فلم يرضوا ، وراسل عامله على سوكنة أبا نوح المصراتي بالتعرض لهم فلم يقدر ، فقدموا على رمضان داي وصبره محمد الجزائري وهو الغالب على أمره ، فأكرمهم ووجه معهم جيشاً لارض فزان ، فلما سمع الطاهر بذلك فر إلى أبي نوح وكان ملكه إذ ذاك الامير عمر المقدسي (١) وكان في نفسه . من الطاهر شيء بسبب محله عيني ابني أخيه محمد المنصور : المنتصر ومحمد وإرسالها لدار ملكه ، وكان ذلك سبب تغير المقدسى عليه . فتغير تغيراً شديداً حتى عزم على التوجه إليه ؛ فأخبره بعض منجميه بأن سيقدم عليك الطاهر أرضك ، فلما فر هو وأعوانه و بلغوا قرية يقال لها بلد المرأة - اومتها افتراق طريقي السودان وابن نوح (۳). و لم يكن لأرض السودان طريق الا من هنالك ، والطريق المارة عليه على قرية غات (۳) حديثة عهد فلما بلغوا تلك القرية أراد أعوانه التوجه لأرض السودان ، وأراد هو ابن نوح ، فافترقوا من هنالك بعد أن كابد أعوانه معه شدة في عدم التوجه إليها فأبى عليهم إلا التوجه ، فتوجه وكان معه اثنا عشر - حملا ذهباً . ر خاط عليه وعلى من معه من أولاده ومن توجه معه من أ أعوانه شكار (4) + فلما بلغ الأمير (٤) وأغرقهم في البحر () وتولي المسكر البلد وجعلوا أحمد بن هويدي الخرماني عاملا (1) هذه العبارة غير واضحة. وهي في الأصل كما ترى (۲) هكذا بالأصل ولعله يريد : والطريق الموصلة الى بلد ابن نموح (۳) ذات ، ويقال لها : رات : مدينة بربرية قديمة بالصحراء على نحو ٣٩٥ كيلو مترا إلى الجنوب والغرب من مرزوق، وحوطة سور ، وطرقها مقبوة لا يتخلية الضوء إلا من فتحات صغيرة ، وحولها قرى ونخل كثير . والله فيها كثير. واهانها التوارك، ويتكلمون البربرية ويتلثمون . دخلتها الحكومة العثمانية سنة ١٨٧٩ م ، وأخرجها التوارك منها سنة ١٨٨٦ واستردتها بعد ذلك بسنة
(4) غرائر (٥) بنى مستنقعاً