۱۱۲ التذكار كثير النخل و به من شجر المنياء كثيره وعرضه محو الثمانية عشر ميلا ، تكتنفه من جهة الغرب رمال ، و من القبلة والشرق جبال شواهق، وفيه مراقع الابل قل أن توجد ، وأهله يشربون من الآبار، وماؤه عنب فرات ، وهو واد مخصب في الزرع والمر وكل الفواكه، وأهله من الشمال الخرمان ، ومن الجنوب طائفة من العرب يسمون الحجاج واليه أوى التوارق ، وأكثر أهله بيض ، وبالرملة التي غربية قطع ماء يكتنفها الرمل من كل جهة وهو ملح أجاج أشد ملوحة من البحر و نقنه يشبهه ، ولا يعلم له عمق ، وقد عرف والرمال تنهال فيه ولم يظهر لها فيه أثر (1). وأعظم تلك القطع القطعة المسماة بقبر عون يسكن حولها قوم من أهل الوادي يسميهم أهل تلك البلاد الدوادة لاصطيادهم من ذلك البحر ديدانا طو الاحمراً تشبه الدود الكبير وأكثر ما يمكن اصطياده زمن الربيع والخريف ويقل في الصيف ، ولا يمكن اصطياده في الشتاء لصعوبة البحر، وهو مسهل نافع جداً مخرج الصفراء ، وهي من أطيب البلاد هواء وأهلها لا أرض عندهم تزرع لاستيلاء الرمل عليها ولهم فرس نخل بجانب البحر ، وبازائه أحساء ماء عذب لا نظير له ، ويأتي لذلك البحر من به علة فيغتسل به فيبرأ بحول الله وقوته كائنة ما كانت علته ، وماؤه ساخن ، وأهل تلك النواحى يستشفون به ، وهو على مسيرة نصف يوم من الوادي والقطعة الأخرى تسمى مندرة و هي مثل الاولى في النتونة والملوحة، وليس بها من الديدان شيء ؛ ويكتنفها من كل جهة النخل ، و بها أنواع مجيبة وثمرتها تتباطأ بالطيب ، الباكورة منه تكون بآخر الخريف وباقيه يكون في الشتاء ،
(۲) قال الشيخ فالح : نسى بحيرة فرعون