صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/89

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

AN ا أول أسلوب اتخذه العلم عند قدماء الشعراء واللاهوتيين ، فاصطنعها أفلاطون ليصور بالرموز مالا ينال بالبرهان ، ولمثل الغيبيات على وجه الاحتمال ، فهو تارة يروى تاريخ النفس قبل اتصالها بالبدن أو بعد مفارقته ، ويصف عالم الأرواح ، خريطته على طريقة هوميروس في الأوذيسية ، وطوراً يصور ما كانت ويرسم عليه الإنسانية الأولى من حياة سعيدة قبل ظهور المجتمع السياسي ، ومرة يقص تاريخ الأرض ويذكر أتلتقيد وأهلها ، وأخرى يسرد كيفية تكوين العالم إلى غير ذلك ) ب ـ أما أسلوبه في الفلسفة فهو التوفيق والتنسيق : لم ير في تعارض المذاهب سبباً للشك مثل السوفسطائيين ، وإنما وجد أنها حقائق جزئية ، وأن الحقيقة الكاملة تقوم بالجمع بينها وتنسيقها في كل مؤتلف الأجزاء . وطريقة . التوفيق حصر كل وجهة في دائرة ، وإخضاع المحسوس للعقول ، والحادث الضروري ، فنحن نجد عنده تغير هرقليطس ، ووجود بارمنيدس ، ورياضيات الفيثاغوربين وعقيدتهم في النفس ، وجواهر ديموقريطس ، وعناصر أنبادوقليس ، وعقل أنكساغورس فضلاً عن مذهب سقراط ، وستدل على هذه الظاهرة كلما صادفناها . وتمت ظاهرة أخرى هي محاولته تحويل المعتقدات الأرفية آراء فلسفية ، أي وضعها في صيغة عقلية ودعمها بالدليل ، فهو لم يزدر شيئاً من تراث الماضي ، وأراد أن ينتفع بكل شيء ، ثم طبع هذا التراث بطابعه الخاص ، وزاد فيه فتوسع وتعمق إلى حد لم يسبق إليه . ا 114 – فيدروس (۱) انظر مثلا : غورمياس س ۲۳ه ---- ص ٢٤٧ – فيدون ص ۱۰۷ - أفريقياس بأكملها ---- تيلوس - ۲۰ و ۲۸ وما بعدها .