صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثالث (1964) أمين سعيد.pdf/8

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

في ميادين التقدم والعمران ، فشادت للعلم صروحاً عالية ، وابراجا سامقة ، في مقدمتها جامعة الرياض ، ثم جامعة المدينة المنورة ، الاولى للعلوم العصرية ، والاخرى للعلوم الدينية ، فكانتا منارتان عاليتان تشعات انوار العلوم في قلب جزيرة العرب، فتنيران افاقها ، وتهيئان لسكانها حياة طيبة ، فقواعد العلم أرسخ القواعد ، وبضاعته افضل البضائع . وكانت توسعة الحرمين الشريفين المكي والمدني ، وافراغهما بشكل عصري حديث يليق بمو مكانتهما ، وجليل قدرها ، في مقدمة المشروعات التي أولاها هذا العهد المزيد من عنايته ، والجزيل من رعايته ، فأرصد لها مئات الملايين من ی الريالات ، وحشر لها كبار المهندسين والفنانين ، فصار الحرمان الشريفان بعد توسعتها آية في الجمـال والكمال ، ومتحفا من متاحف الفن ، واقتضت هذه التوسعة هدم المنازل القديمة المحيطة بها ، فأطلق ذلك بد مهندسي المعمار ، فحولوا مدينة مكة القديمة الى مدينة عصرية جميلة ذات شوارع فسيحة ، وطرق لاحبة ، تقوم الاشجار على طرفيهـا ، وتتلألأ الانوار على جانبيها ، وتزدان بالحدائق مياديتها ، على منوال غير مألوف ، ولا معروف في جزيرة العرب واتبعوا القاعدة نفسها في المدينة المنورة ، فهدموا جميع الابنية القديمة التي كانت تحيط بالحرم النبوي وتوصل اليه ، وافرغوها بشكل مدينة عصرية ، ذات طرق واسعة، وحدائق جميلة، وميادين رحبة، أقاموا على حقافيها الفنادق العصرية الفخمة ، والابنية السامقة الشامخة واتبعوا القاعدة نفسها في مدن المملكة الاخرى ، فانتصب سوق التعمير . وراجت بضاعته ، ونشأت مدن جديدة زاهية ، بدل تلك القديمة العفنة . ولعل أعظم ميزات هذا العهد وابوكها ، هذه الخطة الرشيدة التي تبناهـا واتخذها شعارا له ، وسداها ولمتها ترقية الشعب وانهاضه، سواء بنشر التعليم بين 141