صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثالث (1964) أمين سعيد.pdf/17

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ولقد كان عزاؤنا الوحيد بعد هذه الفاجعة ، ما من الله علينا اذ وهبنا فضيلة الصبر والتجلد في ساعة الفاجعة ، فلم يذهلنا هول المصاب عن الواجب للسير في الخطى التي رسمها لنا رحمه الله ، وقد واسى جراح قلوبنا مـا رأيناه من التفافكم حولنا ، وشدكم أزرنا، ومبايعتكم لنا بقلوبكم قبل ايديكم، وما احاطنا به الشعب من تأييد على السمع والطاعة على سنة الله ورسوله، وهذا يذكرنا بما فعله اصحاب رسول اللہ صلى الله عليه وسلم من الخلفاء الراشدين ، فكان ذلك العزاء الوحيد لنـا ولكم ولشعبنا ، وكان حافزاً جديداً حدانا الى مواصلة الليل والنهار للعمل على ما فيه النهوض ببلادنا واسعاد شعبنا ، فقد كان همنا منذ تولينا مقاليد الأمور ، ان نعتصم بكتاب الله ، ونهتدي بهدى رسول الله وسنة خلفه من السلف الصالحين ، ثم نتبع سيرة والدنا العظيم في السياسة والادارة ، وفي كل مجال من مجالات الاصلاح سلك سبيله ، وفتح لنا طريقه ، لنتعهد ما شيد ، ونتم ما بدأ به من اعمال ، ونقوم بكل ما تستطيعه لما فيه مصلحة بلادنا وشعبنا لقد جعل الاسلام الامر شورى بين المسلمين ، فأول ما عقدنا العزم عليه هو أن نجعل منكم اخواننا وابناءنا ووزراءنا ، موضع ثقتنا ومشورتنا لنتعاون معكم على النهوض باعباء الحكم في هذه البلاد ، فأنشأنا هذا المجلس - مجلس الوزراء – ليكون مصدراً لجميع اعمالنا التي نقوم بها في خدمة هذه الدولة ، وسيكون اي عمل في الدولة مصدره ومرجعه منكم واليكم ، على أساس ما يقوم به كل منكم من اعباء ، وكلنا الأمر فيها اليه طبقاً للأنظمة المقررة له . واننا لننتهز هذه الفرصة الاولى لافتتاح هذا المجلس الموقر ، لترسم لكم ونبين المنهاج الذي سنسير عليه في حياتنا المقبلة بحول الله وقوته - ی ۱ – ان اول ما يهمنا جميعا ، هو الاعتصام بحبل الله المتين ، وان نتخذ من الوسائل في داخل بلادنا ، ما يمكن روح التوحيد الخالص في قلوب افراد تاريخ الدولة السعودية – ٢ - . - ۱۷ - .