صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثالث (1964) أمين سعيد.pdf/161

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عدم الانحياز في العالم الدولي ، وما كان معروفاً من قبل . ورأت واشنطن في اقرار هذا المبدأ والمناداة به ، تحيزاً للاتحاد السوفياتي ، منافسها الاكبر في الحلبة الدولية ، وخروجاً على سياستها ، فأسرعت فردت على القاهرة ، وهي في الاصل حاقدة عليها ، فأبلغتها يوم ١٩ يوليو ١٩٥٦ انها نفضت يدها من مشروع بناء السد العالي ، مع انها تعهدت بالقيام به . وقد لام كثير من عقلاء الأميركان ومفكريهم ومثقفيهم حكومتهم على موقفها هذا واعتبروه بعيداً عن كل لياقة . . ورأى عبد الناصر ، ان يكيل بنفس الكيل ، وان يرد على الضربة بضربة مثلها ، فأعلن في الاسكندرية يوم ٢٦ منه ، اي في نفس الاسبوع ، تأميم شركة قناة السويس ، ورفع يد الانكليز والفرنسيين عنها ، وكانوا يستغلونها على اوسع نطاق ، ويربحون منها ملايين الجنيهات سنوياً . واذا قيل لنا ان هذا التدبير ، لا يتناول الاميركان مباشرة ، ولا يؤثر عليهم أعدم وجود مصالح لهم في القناة ، نجيب بانه اراد الانتقام من حليفين كبيرين لهم ، وهذا كل ما كان في امكانه يومئذ . واهاج اعلان التأميم لندن وباريس لانهما ذو صلة مباشرة بالقناة ، فواصلتا عقد الاجتماعات ، وبدأنا بحشد الجيوش في جزيرة قبرص ، استعداداً للانقضاض على مصر والغاء التأميم ، وانضمت اليهما اسرائيل . وتألف من هذه المجموعة حلف عدواني ماكر ، اضطربت له الدوائر العربية ، وانطلقت تدرس الطرق المجدية لمقاومته ، ودفع عدوانه ، وبالطبع فقد كانت مصر أكثر الجميع قلقاً ، باعتبارها المقصودة بالذات " وبلغ الرئيس جمال عبد الناصر ، ثغر الدمام ، وكان الملك سعود ينزله ، للاجتماع اليه ومدارسة الموقف معه ، والنظر في المساعدات التي يستطيع تاريخ الدولة السعودية - ١١ - -١٦١ -

-

– ١٦١ –