صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/18

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بك ) وصل ومعه الجند الى مكة وأحلى احمد بن سعيد اميرهـا وولي الشريف حسين بن بركات وتوك عنده مسكراً وخرب بيت السعادة. وأعد علي بك حملة عسكرية أخرى أوفدها الى سورية لمحاربة الترك وطردهم وذلك بالاتفاق والتعاون مع الشيخ ظاهر العمر زعيم حركة فلسطين، فواصلت التقدم حتى دمشق فدخلتهـا يوم 6 حزيران سنة ١٧٧٢ بدون مقاومة تذكر فكانت أولى حملة عسكرية عربية تدخلها بعد معركة مرج مدابق سنة 1916 • وفجأة وعلى حين غرة، وفيها كانت الأمور تسير في هذا الاتجاه، وبلاد الشام لابسة حلل الزينة، ابتهاجاً بالعهد الجديد، وفرحاً بالخلاص من الحكم التركي السيء الممقوت، اصدر محمد ابو الذهب القائد العام للحملة امرأ الى قواده بالانسحاب والرجوع الى مصر، وذلك بعد اربعة ايام فقط من وصولها. ولئن اختلفت آراء المؤرخين في تعليل أسباب هذا الانسحاب، الذي أثار دهشة عظيمة في جميع الاوساط، فان الذي نراه أن الحسد لا سواء، والرغبة في الحلول محل علي بك والجلوس في مجلسه، هو العامل الأول والآخر، فقد اعتقد هذا ان في استطاعته، بعد الفوز الذي أدركه في الحجاز والشام مقرونا بتأييد الحملة كان يقودها، أن يقصي سيده عن الحكم ويحل محله، وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك، فقد سقط علي بك اسيرأ يوم 4 نيسان (ابريل) ۱۷۴۳ في المعركة التي دارت بينه وبين ماركه هذا في الصالحية (شرقي القاهرة) ومات بعد قليل مسموماً بأمره. . وقبل ان ينسى الناس ثورة علي بك وأحداثها، وصلت الى الاسكندرية يوم 6 محرم سنة ١٢١٣ (۱۷۹۸) حملة الفرنسية بقيادة الجنرال نابوليون بونابرت لغزو مصر وانشاء امبراطورية فرنسية في الشرق العربي وشمالي افريقيا فقاومها الشعب المصري وقاتلها بقيادة الازهر، فقد سار شيوخه وعلماؤه بالمقدمة وبذلوا - – ۱۸ – -